الوحدة:22-9-2024
بعد أشهر عدّة من العناية والرعاية المتواصلة، بدأ التحضير لقلع الموسم، البطاطا الحلوة التي زُرعت مبكراً بدأت تخرج من التراب، يقول بعض مزارعيها: إن أسعارها واصلة إلى سوق الهال ٢٥٠٠ ل.س فقط، هي حالياً سيدة المواسم الحقلية، الراعي والمندوب الرسمي لفلاحي قرية السرسكية والمناطق المحيطة، وكذلك الجهات الأخرى المعاكسة التي أصبحت تُنتج هذا النوع من الفاكهة.. كلام وهموم عامّة نسردها قبل أن يحكيها المزارعون، لأن أوضاع جميع المواسم الزراعية متشابهة إلى حدّ كبير، وتتمحور حول ارتفاع تكاليف النقل وأجور العمّال، أسعارها متدنية بالنسبة لمثيلاتها من الفاكهة، وتكاليف أخرى مرتفعة تلاحق العبوات والأكياس وغيرهما، هل ستكون المؤسسات الحكومية ممثلة (بالسورية للتجارة) التي عوّدت زبائنها على الاستجرار من المزارع إلى المستهلك موجودة على جبهات السرسكية الواسعة، أم أن خارطة طريق (بعض) الحمضيات المسافرة خارج الحدود ستكون حاضرة أيضاً على موسم البطاطا الحلوة؟!. فهل نرى مزارع البطاطا الحلوة راضياً عن سلّته ويكون المردود على قدر المجهود والتعب، فيصبح بإمكانه تأمين مستلزمات الشتاء الطويل من مؤونة ومحروقات وزيت وحبوب، أم أن مصير موسم الحمضيات الكبير يلاحق بقية المحاصيل؟ على أمل رؤية مجمّع كبير لاستلام البطاطا الحلوة يتوسّط السرسكية يقوم بالتعبئة والنقل، وبالتالي تتم إزاحة أهم العراقيل التي تتحكم بالمزارعين في السرسكية وجوارها.
ومن خلال الدخول في مقارنة بسيطة بين حياة الشقيقتين، المالحة والحلوة، الّلتين تتعرّضان لنفس السيناريو، من زراعة وعناية وقلع، ووقود نقل، وتضارب المسافات، فلا بُد من وضع أرقام إضافية على المالحة، كونها تُنسَب إلى المحافظات المجاورة، حيث تزعّمت وبجدارة لوائح الأسعار، فهذه الأيام تقسو بعنف على جيوب الفقراء، وتتمرّد على جميع الأسعار وتتفرّد بقهر محبيها من ذوي الدخل المحدود، فيوماً ما كانت تُعتبر صنوانهم ودرعهم ولحمتهم في مواجهة الحياة، ليبقى رغيف الخبز هو الفصل وهو الحكم في انحيازه للمالحة، معلناً محبّة الجمهور لها فتقع الأرقام الكبيرة عليها، وتكتفي الحلوة بوجودها على جداول الفاكهة، لها عُشّاقها في الشتاء على مدافئ الحطب وأيام الثُبات الآدمي.
سليمان حسين