عــين العشـرة أول قريــة هجـّرهــا الإرهــاب في ريف اللاذقيــة

العدد: 9383

الثلاثاء9-7-2019

 

عين العشرة قرية صغيرة وادعة تغفو على كتف النهر الكبير الشمالي وتتبع ناحية كنسبا منطقة الحفة وتبعد عن مركز مدينة اللاذقية 55كم أما سبب التسمية – العشرة- وهي العقد الأول والبعض يعود بالتسمية إلى عيون المياه الكثيرة فيها.
هذه القرية هي عبارة عن لوحة فنية في غاية الجمال والروعة حيث يشق النهر الكبير الشمالي طريقه في أراضيها وتتوزع على ضفتيه أراضي القرية الخصبة المزروعة بالعديد من الأشجار المثمرة مثل الزيتون والتين والعنب والرمان والخوخ والجوز وغيرها، لتشكل أراضي القرية المزروعة بمختلف هذه الأصناف لوحة فنية في غاية الجمال ويتمم جمال هذه اللوحة إطارها الجميل والذي هو عبارة عن أربعة جبال تحيط بها كما تحيط الأسوارة بمعصم اليد وتكسو هذه الجبال أشجار الصنوبر والغار والبلوط والسنديان والبطم وعليكم تخيل هذا المنظر الجميل وأشهر هذه الجبال هي جبل القلعة وجبل الراعي.
يعمل أهل القرية بالزراعة إضافة إلى وظائف حكومية مختلفة ويولي أهلها اهتماماً كبيراً بالتعليم منذ القديم حيث يوجد فيها مدرسة قديمة مشيدة سنة 1960 أيام الوحدة بين سورية ومصر ومنقوش على لوحة حجرية في مدخلها الجمهورية العربية المتحدة شيد هذا البناء من أموال مؤنة الشتاء سنة 1960
لقد عاشت القرية بأمان واستقرار مع الدعم الخدمي الذي قدمته الدولة للريف حيث خدمت القرية بالكهرباء والهاتف والطرق المعبدة إضافة إلى مدرسة حديثة للتعليم الأساسي.
ومع بدء الأزمة في وطننا الغالي ونظراً لموقع القرية الهام حيث تتموضع القرية بالقرب من الحدود السورية التركية وتعتبر نقطة وصل بين ريف إدلب وريف اللاذقية ونقطة ربط بين جبل التركمان وجبل الأكراد ووقوف أهل القرية في وجه الإرهاب تعرضت القرية لهجمات الإرهابيين لتجتاحها في منتصف عام 2012 غربان سود من الإرهابيين ليهجروا أهلها ويسرقوا ممتلكاتهم ولقد خطف الإرهابيون الأستاذ يامن بركات ابن القرية ومدرس اللغة الإنكليزية في مدرستها لتكون أول قرية هجرها الإرهاب في ريف اللاذقية ليسكن أهلها في أحياء مختلفة من مدينة اللاذقية وليعيشوا مرارة التهجير وألمه على أمل العودة إليها وتحريرها من رجس الإرهاب ولا تزال القرية حتى هذه اللحظة خط اشتباك وصد للمجموعات الإرهابية المتدفقة من الحدود التركية والريف الإدلبي.
فالتحية لأبطال جيشنا الباسل المرابطين على جبالها والذين يسطرون في كل يوم ملاحم البطولة والفداء وتحية لدماء الشهداء التي سالت على ترابها وفي النهاية يبقى الأمل الكبير والثقة الأكبر في جيشنا الباسل لإعلان النصر والتحرير والعودة القريبة إليها.

تمام حمدان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار