الوحدة 7-9-2024
في محاضرته التي ألقاها في الجمعية العلمية التاريخية بجبلة، نبّه الأستاذ خالد عارف حاج عثمان عضو الجمعية إلى أخطار العولمة الثقافية التي تعمل على بناء ثقافة واحدة، وتسعى إلى تذويب الحدود والحواجز الثقافية والفكرية والاقتصادية بين الأمم، مشيراً إلى أن تلك المخاطر تتجلى في تآكل الهوية الوطنية من خلال إﺷﺎﻋﺔ قيم ومبادئ وﻣﻌﺎيير ﺛﻘﺎﻓﺔ واحدة وإﺣﻼﻟﮭﺎ محل الثقافات اﻷﺧرى، مما يعني ﺗﻼﺷﻲ القيم و الثقافات القومية وإﺣﻼل القيم الثقافية للبلاد الأكثر تقدماً محلها، وﺧﺎﺻﺔ أمريكا وأوروبا، اﻷﻣر الذي ﻗد ينعكس سلباً على الهوية الثقافية للشباب العربي. وتوقف المحاضر عند آليات مواجهة العولمة الثقافية لاسيما أن المستهدفين هم الشباب بسبب المشاكل الكثيرة التي تواجههم ( البطالة، الفراغ، الإهمال. وغيره)، مؤكداً على ضرورة وضع آليات لمواجهة تكون سهلة واضحة منظمة قابلة للتطبيق، حيث حدّد المحاضر خمس نقاط لمضمون ثقافة العولمة، والتي تمثل نقاط التهديد للثقافات المحلية لبقية شعوب العالم مع سبل المواجهة، هذه النقاط هي :
– إن ثقافة العولمة تمجّد الاستهلاك : وهنا ينبغي تحذير الشباب من أساليب الترويج الاستهلاكي الأمريكي، إذ أن تركيز النموذج الثقافي الغربي يعتمد على تسطيح العقل، وإعدام التفكير الخصوصي أو المحلي.
– ثقافة العولمة تمهّد للعنف كأسلوب حياة وكظاهرة عادية طبيعية، وهنا ينبغي التأكيد على أن العنف لا يمكن أن يكون حالة طبيعية، فهو محاولة لتدمير الإنسان وإشاعة قوانين الغاب وتدمير القيم المحلية.
– ثقافة العولمة تمجّد الأنانية والفردية: ينبغي أن يفهم الشباب وعموم المجتمع أن الأنانية لا يمكن أن تبني إنساناً أو جماعة، وأن يحذروا من الإنجرار إليه.
– ثقافة مادية بحتة: فالنموذج الثقافي الأمريكي الكوني يعتمد على القيم المادية ويُقصي القيم الروحية في نوع من الحرب الناعمة عبر أساليب مبتكرة يجب أن يفهمها الشباب وغيرهم ويتصدوا لها، من خلال تعميق الجانب الروحي واعتماده كرديف ومساعد أساس للجانب المادي.
يُذكر أخيراً أن عضو الجمعية العلمية التاريخية بجبلة رباح سليمان قدم المحاضر وأدار محاور الندوة الحوارية بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية الأستاذ عز الدين علي وعدد من أعضاء الجمعية وأصدقائها.
ازدهار علي