الوحدة:5-9-2024
هذا المكان يشبه تحفة فنّية خارجة من عبق التاريخ، حجارة مرصوفة تتمسّك بتاريخ عريق، معلّقة بعناية، يخترق سكونها شعاع الشمس. وبعيداً عن كينونة المكان وخاصيته الدينية، وكذلك وجوده بين منازل الأموات، فهو يمتلك شكلاً هندسياً مطرّزاً بفنون العمارة التي كانت تهيمن على المنطقة، لكن هو بحاجة للمسة عناية من الجميع، هو لا يقلّ أهمية عن أعمدة الصليبة الأثرية وكذلك آثار شمرا جارة المكان، وقلعة صلاح الدين.
غير أن الإهمال وقسوة التعامل مع تُحف التاريخ لا تُبيح ترك الأعشاب والأحراج لتنتظر عقب سيجارة هاربة عن الطريق، أو قطعة صغيرة من الزجاج تتعامل مع حرارة الطقس، ليصبح ما حول هذه الآثار يشبه الجحيم، والعبرة ليست بعيدة، هي بين حجارة وآثار أوغاريت التي عانت بالأمس جحيم الحرائق، كما أن هذه الحجارة الحالمة وما حولها لا تعفي تدخّل الجوار من المجتمع الأهلي، فالتوصية بسابع جار لا زالت قائمة.. هذه التُحفة من قرية المقاطع.
سليمان حسين
