حصين البحر والقرى المحيطة على شفير الكارثة البيئية

الوحدة :2-9-2024

 

من طرطوس، المتن، حصين البحر، السودا، بعشتر، عبّة، وطا حصين البحر، دوير طه، مساكن معمل الإسمنت، هذه القرى تتعرّض لكارثة بيئة حقيقية، بدأت تُرخي ظلالها بشكل متسارع على أهالي وسكان هذه التجمعات الكبيرة، باتوا لا يتمنّون مرور الصيف عليهم.. على مدار الساعة معمل إسمنت طرطوس ينشر غباره السام على كل شيء، لكن الأكثر تضرراً هم أهالي قرية حصين البحر المواجهة تماماً لموقع المعمل، يُقال إن العمر الافتراضي للمعمل قد انتهى منذ زمن، وهذا الأمر يزيد من فوضى الانبعاثات الخطيرة.. أهالي الحصين أكّدوا (للوحدة) أنهم تعرّضوا خلال هذا الصيف لموجات قاسية من الحرارة، لكنهم محرومون من فتح أي نافذة لأن الهواء ملوّث بالغبار حُكماً ولا يمكنهم قضاء أوقات طويلة جانب منازلهم وتحت أشجارهم المطلية بالغبار أيضاً هرباً من حرارة شمس النهار، فهم مستكينون لسجن منزلي مغلق.

أمراض كثيرة، جلدية وسرطانات وتجلّطات قلبية ودماغية وأمراض تنفسية وضعت أوزارها هناك، لا يستطيع الأهالي وضع أي شيء خارج المنزل، موسم دبس الفليفلة والبندوة وتشميس مؤونة الشتاء غائبة عن قاموسهم الحياتي، ثيابهم وغسيلها بحاجة لمتنبئ جوي يُطلعهم على اتجاه الرياح تجنّباً للغبار، أهالي هذه القرى راجعوا المعنيين مراراً على أمل تخفيف حدّة الغبار عبر فلاتر ومصافي، (هم موعودون بها) لكن بدون جدوى، جلّ أمنياتهم خلال هذه الأيام تنحصر بعدّة ريّات مطرية غزيرة تغسل بعض ما أنجزه المعمل خلال هذه الأشهر الصيفية.. فهل يتم التعامل بجدٌية مع هذا الوضع قبل أن تتفاقم الأوضاع وتصبح هذه القُرى بحكم المنكوبة؟!.

 

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار