على طــــــــريق إعــــادة الإعمـــــار «26»هل نعيد بناء المحميات الطبيعية حفـــــاظاً على دورها البيئي والعلمي والاقتصادي؟
العدد: 9381
الأحد-7-7-2019
التعدّي على محمياتنا… «تنذكر وما تنعاد»
ترفع جميع القوانين البيئية (كَرتها الأحمر) ولا تسلِّم لقدر الطبيعة المخطوط بيد أعدائها، فكما لا يجتمع حرب وسلام لن ينام طير آمناً في بيت النار.
كان يا ما كان، كان هناك محميتان للشوح والأرز والسنديان، غرّد فيهما الشحرور وأبو الحن، وطار أبو زريق والقرقفان، وحط النسر الأقرع على الجبل الأقرع، واصطاد فريسته الباشق، لكن البومة جلبت له الشؤم والخراب، ونعق الغراب الأبقع!
احتال الثعلب، وهرب الأرنب، وطارد الذئب الغزال البرّي والغرير، عاش الخلد والقنفذ والسلمندر بسلام، ورعى الخنزير البري وحوّم صقر العسل (النحل) وعشش السّمن والحجل، غرّد الدوري وردد القبري، عانق الصقر والنسر القمم الشمّاء، وعاش الفرقاء بأمان لكن النمس لم يعجبه الحال!
هجرت الطيور أعشاشها والحيوانات موائلها، وانكفأت النباتات في تربتها، وهرب الراعي من المراعي، احتدمت المعركة.. واستحالت الخضرة حمرة، وفي الليلة الظلماء غاب ونيس الليل (القمر) ..
(تنذكر وما تنعاد) يجول الفكر في وحول الذاكرة كيف هُتكت المواقع الحراجية في غابات اللاذقية قطعاً وحرقاً، فدثرت أصناف وراثية، وهددت أصناف نباتية بالانقراض، وانقرض المهدد..
كانت الأخبار من التخوم البعيدة تأتي حاملة معها روائح البارود والنار، مع كل ضربة هاون يسكت صوت عصفور، وتنام على وجعها شجرة سنديان، وتنبت في القلوب وحدها رياحين أمل ووعد، تحققا بعد سنوات عجاف بهمّة النسر السوري وعيونه الخضر، سكتت المدافع، وغرّد الحسون فوق الجذوع المقطوعة وبقايا الأغصان المحروقة، بكى صغاره، لكن أمّه الغابة فتحت له باباً للاكتتاب لبناء عشّه الصغير على غصن كان يشق نفسه متبرعماً وسط خصرها.
الدب البني السوري، والنمر والفهد والماعز البري والغزال الجبلي والفرس الكبير أنواع مهددة بالانقراض هل سنلمحها من جديد تعدو في روابينا، يتساءل مراقبو المحمية من بعيد . .!
خديجة معــــلا