الوحدة : 21-8-2024
الكتابة صورة كاتبها وصاحبها، وقد كتبت المرأة لأنها أرادت أن تعبّر عن نفسها وأفكارها ومشاعرها، كما وجدت الكتابة منصة للتواصل والمشاركة مع العالم في الحوار .هذا ما بدأ به الأديب والشاعر نعيم علي ميا محاضرته في دار الأسد للثقافة والتي جاءت بعنوان “الأدب والمرأة بين الكتابة والإلهام”.
وتابع أ.ميا حديثه قائلاً: عانت المرأة عبر فترات طويلة من حرمانٍ، وظلم وربما تهميش في بعض الأحيان، وقد آمنت المرأة بفكرة أنّ تغيّر واقع وحال المرأة، يعني تغيّر واقع المجتمع.
ولا بد من الإشارة إلى أنّ المرأة وعبر لغتها وإبداعاتها تسعى إلى تشكيل هويتها وإثباتها والبحث عن ذاتها وكرامتها واستعادتها رغم كل الضغوط التي تقيّدها من كل الجهات.
ومن الأهمية بمكان لفت النظر إلى فكرة أساسية، ألا وهي أننا لا نجد أنّ للكتابة جنساً دون آخر، فللكتابة أدوات وتقنيات لا علاقة لها بالتجنيس، وهذا بدوره يؤكد فكرة أنّ الإبداع الإنساني كما الجمال لا جنس لهما.
والمرأة إذ تكتب، إنما تكتب من منطلق الأنثوية والخصوصية، في حين أن الرجل يكتب لقضايا المجتمع ككل، بمعنى أنها تعبّر عن همومها ومشكلاته، والرجل يعبّر عن قضايا مجتمعية عامة.
ولا ننسى مقولة المرأة نصف المجتمع، وللأمانة إن كانت هي كذلك من حيث العدد، فالحقيقة أنها كل المجتمع من حيث النشأة والتكوين، فهي نصف المجتمع وتلد نصفه الآخر.
ختم أ. نعيم حديثه: المرأة حاضرة في الأدب الحضورالذي يليق بها، فإن لم تكن الكاتبة فهي الملهمة، وهذا يجعلنا نؤكد أن دور المرأة كمبدعة أقل بكثير من دورها ملهمة، لأنها مصدر إلهام الشاعر بل مصباحه المنير، وكلنا يذكر قول عنترة وهو في الحرب، وكيف ذكره لمعان السيوف بثغر عبلة فقال:
ولقد ذكرتك والرماح نواهل..
وبيض الهند تقطر من دمي..
فوددت تقبيل السيوف لأنها..
لمعت كبارق ثغرك المتبسم..
نور محمّد حاتم