الوسواس القهريّ..أفكار غريبة وسلوكيات مرضية

الوحدة: 12-8-2024

تهيمن بعض الوساوس المتكررة أحياناً على بعض الأشخاص، وتؤثر في سلوكهم اليومي، وفي علاقتهم بمحيطهم الاجتماعي، أي أنها تصل إلى حدً مرضي يستلزم العلاج النفسي.
الوساوس أفكار مزعجة متكررة،
لا يستطيع الشخص التخلص منها، أو مقاومتها مع أنه يعلم أنه مسؤول عن هذه الأفكار، وأنها أفكار سخيفة غير منطقية وهي من نتاج عقله.
وأحياناً تكون الوساوس عبارة عن خيالات أو نزعات لا أساس لها.
وأكثرها انتشاراً هاجس التلوث والنظافة الذي يدفع ببعض المرضى إلى الخوف من العدوى وتطهير يديه وجسمه عشرات المرات كل يوم، وكذلك الخوف من أن يكون قد ارتكب ذنباً أو الخوف من استخدام السكين في قتل طفله أو زوجته.
ومع أنه لا يقدم أبداً على القيام بالأفعال التي يرهق نفسه بالتفكير فيها، إلا أنه يتعذب باختراق هذه الأفكار والمخاوف لذهنه وتكرارها وعدم توقفها على رغم محاولاته المتكررة لإيقافها.
وهناك نظير آخر للوساوس، وهو الدفعات أو الأفعال القهرية، حيث يشعر الفرد بأنه مقهور ومضطر إلى تكرار سلوك سخيف لا معنى له، مثل القيام بتعداد السيارات أو السلالم أو بلاطات الرصيف أو لمس أعمدة النور مرات عديدة من دون سبب.
ومريض الوسواس تسيطر عليه أحياناً أفكار غريبة لا يستطيع أن يتخلص منها، وتدور في رأسه كأنها أسطوانة لا تتوقف أبداً.
هناك أشكال لهذه الأفكار كأن يشعر المريض بمرارة وألم أن جميع الرجال ينظرون إليه، كأنهم يريدون الاعتداء عليه مع أن مظهره وأسلوبه في الحركة والحديث لا يدل على أي شيء من ذلك، كل ما في الأمر أنها أفكار غريبة يشعر بسخفها وعدم معقوليتها، ولكنها مزروعة في رأسه وتخيفه كلما خرج إلى الشارع وقابلت نظراته نظرات أي رجل آخر. وهناك أفكار تتعلق بالتلوث وعدم النظافة، فهناك من يرفض السلام على أي شخص آخر حتى لا تتلوث يداه، ومن يستحم طوال النهار، ومن تطلب من زوجها وأطفالها خلع ملابسهم وأحذيتهم وغسلها، ثم وضعها في المطهرات كلما خرجوا إلى الشارع..
أمثلة وحالات عديدة تعاني تسلط واقتحام هذه الأفكار الوسواسية بدرجة مؤلمة ومزعجة تصعب معها الحياة بصورة طبيعية، تصيب هذه الحالة بدرجة أكبر ما يسمى بالشخصيات الوسواسية أو القهرية، وهي شخصيات تتسم بالنظام الشديد والصرامة والحذلقة والالتزام والضمير والضمير اليقظ، إلا أن هذا الالتزام الشديد بالنظم والمبادئ يصبح عبئاً على صاحبه وعلى من حوله بسبب عدم مرونته وقلقه المستمر، وبعض هؤلاء الأشخاص يقومون بطقوس لا تنتهي للتأكد من إغلاق أدراج المكتب وجهاز التلفاز، ثم إطفاء النور وإغلاق باب الشقة ثم فتحه مرة أخرى أو أكثر.
وحول العلاج يختلف من حالة إلى أخرى مثل العلاج السلوكي، والعلاج الاستعرافي، والعلاج بإزالة التحسس التدريجي، وهناك العلاج الدوائي الذي يجب ألا يستخدم إلا تحت إشراف طبيب متخصص، وقد أثبتت هذه العقاقير الدوائية فعالية في علاج الوسواس القهري.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار