الوحدة: 12-8-2024
الإبداع والفنون الموسيقية هما لغة الشُعوب، وللتمكّن من الخوض في غمار درجاتهما، والخروج بعُرب وجُمل موسيقية تُطرب المسامع، هما بحاجة إلى موهبة وأدوات وكذلك علوم معرفية لصقلهما وتنميتهما، وبالتالي طرحهما على الجمهور الذي بدوره يضع علامة القبول والرضى عند سماع المفردات الموسيقية بحرفية وتمكّن.. هذا الوصف استلم زمامه الشاب الموهوب صاحب الأذن الموسيقية يوسف الشيخ العازف على آلة الأورغ، هو ابن قرية رأس شمرا الوادعة، وجار الرضى (لأوغاريت) الأرض الأولى لأبجدية التاريخ، وصاحبة أول لحن موسيقي في العالم، لذلك هو فنان موهوب بالوراثة والفطرة.
يوسف طالب في كلية الموسيقا على أبواب الانطلاق والتخرّج إلى عالم العزف، حيث سيضع موهبته وما تلقاه من علوم موسيقية على المسارح ومنصّات الإبداع، هو يلازم عائلة مؤمنة بموهبة ابنهم، والده سخّر له كافة الأجواء والأدوات لإثبات فنه وتنميته، وضع بين يديه آلات القيادة الموسيقية الحديثة، فأصبحت أنامله تلعب على ضفّتيها كما كبار العازفين المحترفين.
الشاب الطموح يوسف ينتظر بشغف إطلاق موهبته وإثبات وجوده إلى جانب الفنانين من أبناء بلده، الذين وضعوا لأنفسهم اسماً مرموقاً في عالم الفن بأشكاله، غير أن الصدفة أحياناً تكون مفتاحاً شرعياً للانطلاق، فبعض الأسماء وصلت إلى الشهرة عبر ضربة حظ مجنونة خلال سهرة عادية تمرّد على أصول الفنون، فتلقّفته الآذان المستمعة، ومنهم من أثبت وجوده عن تعب ومثابرة، ويوسف الشغوف أحد هذه النماذج، لكنه يجيد كافة وسائل الوصول إلى الشهرة، عبر مثابرته في كليته إلى جانب تنمية مهاراته، وأكثر من كل ذلك هو شاب لطيف، تهذيبه يغلب على شخصيته العفوية.
سليمان حسين