الوحدة 10-8-2024
برعاية كريمة من الجهات المسؤولة في منطقة بيت ياشوط، وبالتعاون بين المركز الثقافي في بيت ياشوط وملتقى الريف الأدبي الثقافي، أقيم مهرجان بشيلي السنوي، في قرية بشيلي الجميلة، بداية مع كلمة لمدير المهرجان الأستاذ الشاعر فائز خنسة الذي رحب بالحضور معتبراً أن هذا المهرجان مناسبة لتعميم ثقافة المحبة واللقاء مع عشاق الكلمة من الشعراء والمثقفين والمهتمين والمتابعين، ثم بدأ تقديم الشعراء الذين قدموا من مناطق كثيرة وبعيدة من المدن السورية، وكانت البداية مع الشاعرة اكتمال ديب التي قدمت قصيدة عمودية جميلة، ومما جاء فيها:
بين الحدائق مرّت حلوةٌ ومضَت..
تهزّ وردَ الهوى كي يعبقَ الشغفُ..
في كلّ لحظة حبٍّ سالَ مَدمعُها..
حائراً طير الهوى يقفُ..
شمّ النسيمُ يديها وهي غافيةٌ.. على الغصون وكفُّ العطر ترتجفُ.
تلاها الشاعر محمد شما القادم من القدموس بقصيدة عمودية وجدانية جميلة أيضاً، ثم كانت قصيدة للشيخ موفق غزال، تطرقت للأحداث الدامية التي ضربت قرى شمال اللاذقية من قبل العصابات الإجرامية المأجورة والعميلة، ثم كانت هناك فقرة فنية لفرقة صدى المحبة، قدموا خلالها بعض الأغنيات الوطنية والوجدانية، وتتالى تقديم عدد كبير من الشعراء والشاعرات، بحيث كان هناك تفاعل جميل مع الجماهير الحاضرة، ومنهم الشاعر سهيل درويش والشاعر غازي زربا والشاعر صديق صالح والشاعرة إنصاف عبد الباقي والشاعر هيثم بيشاني والشاعر والروائي مخلوف مخلوف الذي قدم قصيدة جذبت أسماع الحاضرين بعنوان “شآم” ومما جاء فيها:
– كأننا من زبدٍ خُلقنا..
ومن زبدٍ جعلْنا للمستحيلِ عَلماً وعاصمةً وجيشا…
وجعلْنا للشمسِ ثمانيةً يحملون شمسَها…
وللقمرِ جعلْنا عرزالا وعرشا..
شراعٌ يخوضُ وحيدا غمارَ غرامِه..
ويقولُ لآلائه طبتم لنا غراماً وعيشاً.. كأننا على طريقِ الجلجلةِ سرْنا… سلكْنا سبيلا سالكا وصرنا…
* وشاركت الشاعرة سحر غانم بقصيدة عنوانها “أنثى أنا” ومما جاء فيها: حوريةُ الصحراءِ مائي.. الياسمينةُ أهدتني جفونَها..
عانسٌ يا بني صهيونَ.. حسناوتُكَ رصاصٌ وبارود…
أحلامُك زرقاءُ الدّمِ…
ستبقى أنوثتي… علامةً فارقةً.. بجبينِ الكونِ..
سوريا اسمي.
* ثم قدمت الشاعرة فاطمة قدار قصيدة جميلة، ومما جاء فيها:
” آهٍ دمشقُ”..
تهفو القلوبُ إليكِ والأبصارُ.. ويفيضُ حُسنُكِ والدلالُ سِوارُ..
في مقلتيكِ قرأتُ وحيَ أصالةٍ.. قد كحَّلتْهُ بالشموخِ ديارُ..
تتكلَّمينَ وللعواصمِ صمتُها…
تصغي إليكِ وللشآمِ قرارُ… والياسمينُ رحابةُ العطرِ الذي… مَنْ صدرِهِ تتفتّحُ الأزرارُ.
* كما تم افتتاح معرض للمصنوعات المحلية والأعمال اليدوية على هامش المهرجان، ثم كانت هناك عدة فقرات فنية وغنائية ورقصات شعبية وفلكلورية شارك فيها معظم الحاضرين، وكان ثمة دور بارز للأطفال الصغار الذين كانت لهم مشاركات شعرية وغنائية وموسيقية وراقصة، وفيما شرعت الشمس تنحدر من تلك الجبال الشاهقة بالخضرة والجمال وتسرع خطاها استعداداً للغروب، كان المهرجان يحزم حقائبه أيضاً لإعلان خاتمته وعودة الذين جاؤوا من أماكن بعيدة للمشاركة في هذا العرس الثقافي الفني الاجتماعي الجميل من حيث أتوا حاملين معهم كثيراً من الذكريات الجميلة عن هذا اللقاء الجميل، هي الثقافة كرسالة اجتماعية أدبية حضارية إنسانية ..
ساحة للالتقاء والمحبة والحياة، هي الثقافة حارسة الهويات الوطنية والاجتماعية، وهي عنوان للمحبة والجمال والعطاء. د.
رفيف هلال