البطيخ الأحمر ينعش القلب ويتغلب على موجة الحر..

الوحدة:8-8-2024

تُعد فاكهة البطيخ الأحمر “الجبس” من أشهر الفواكه الصحية الصيفيّة المنعشة والمبردة الطبيعية للجسم، والذي يُفضل تناولُها في درجات الحرارة المرتفعة لما لها من قدرة كبيرة على تخفيض حرارة الجسم خلال فصل الصيف، فهي بذلك تحمي من التجفاف وتُسهم في استعادة الشوارد الطبيعية اللازمة لصحة الجسم، حيث تُساعد على إبقائه مرتوياً لاحتوائها على 90 و95% من الماء، الأمر الذي يساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم الداخلية وتبريده بشكل طبيعي، والحفاظ على وظائف أعضاء الجسم المختلفة..
فضلاً عن احتواء البطيخ الأحمر على الفيتامينات الأساسيّة ومنها: A وB وC،.. فإنه يحوي إلى جانب ذلك على الألياف الغذائيّة مما يعزز صحة الجهاز الهضميّ، إضافة إلى عناصر غذائيّة أساسيّة مع عدد من الأملاح المعدنيّة والعناصر الحيويّة المهمة للجسم بما في ذلك المغنزيوم والمنغنيز والكالسيوم والزنك وغيرها..، إلى جانب أنه مصدر مهمّ لعنصر البوتاسيوم وهو عنصر غذائيّ حيويّ يلعب العديد من الأدوار في الحفاظ على صحة الجسم، حيث يعمل بمثابة موسع للأوعية الدموية، ويفيد لمرونة عضلة القلب، مما يخفّف من تأثيرات الصوديوم على ضغط الدم، وبالتالي يقلل الإجهاد على الأوعية الدموية والشرايين، إضافة إلى أنه يحافظ على وظائف الجهاز العصبيّ، ويساعد على تحسين عمل النواقل العصبيّة وتقويتها في الجسم.. وغيرها من الفوائد الصحيّة.
وأشارت بعض الدراسات إلى أنّ الجزء الأحمر في البطيخ “الجبس” يحتوي على أعلى مستويات لـ مركب الليكوبين “Lycopene”، وهو مركب كاروتيني، يحمي البشرة من حروق الشمس، ويقلل الإجهاد التأكسدي الذي يصيب عضلة القلب، وله فوائد كبيرة للقلب والأوعية الدموية. حيث يقلل الليكوبين من خطر السكتات القلبيّة، كما أنّ له دوراً في تقليل ضغط الدم، والوقاية من بعض أنواع الأورام.. وتم ربط دور مركب الليكوبين بصحة القلب وصحة العظام والعضلات، وله دور في حماية العين من الأمراض المختلفة، وخاصة الوقاية من مرض التنكس البقعي المرتبط بالعمر، ويحمي من التدهور المعرفي وفقدان الذاكرة “الزهايمر”.. وغيرها من الفوائد الصحية.
بالإضافة إلى الوقاية من بعض السرطانات، فمركب الليكوبين مثبط لعمليات الالتهاب المختلفة ويعمل أيضاً كمضاد للأكسدة لتحييد الجذور الحرة، إضافة إلى ذلك، يحتوي البطيخ الأحمر على مادة الكولين، مما يساعد على تقليل الالتهاب المزمن.
وهناك الكثير من العناصر الغذائيّة وتركيزات أعلى من بعض مضادات الأكسدة كالفلافونويدات والمركبات الفينولية والمكونات النشطة والمعادن والفيتامينات في الجزء الأبيض الأقرب لقشرة البطيخ، والذي يحتوي على الأحماض الأمينية بما فيها حمض أميني السيترولين “L-citrulline” يتحول إلى حمض الأرجينين الأميني “L-arginine”، وهذه الأحماض الأمينية تعزز تدفق الدم، ما يؤدي إلى صحة القلب والأوعية الدموية، وتحسين الدورة الدموية، وتعزيز الأداء الرياضيّ، وقد يساعد في تقليل تراكم الدهون الزائدة، وفقاً لأبحاثٍ صحيّة..
وقد يكون البطيخ أيضاً مهماً بشكل خاص للنساء الأكبر سنّاً، حيث وجدت دراسة، أنّ النساء بعد سن اليأس، والذين تناولوا مستخلص البطيخ لمدة ستة أسابيع شهدوا انخفاضاً في ضغط الدم وتيبّس الشرايين مقارنة بأولئك اللاتي لم يتناولن مستخلص البطيخ الأحمر..
ووجدت دراسة حديثة أن بذور البطيخ الأحمر مغذّية بشكل رائع أيضاً، حيث أنها غنية بالبروتينات والعناصر الغذائيّة المفيدة للصحة، ومنها: المغنيزيوم، والحديد، والزنك، وفيتامينB، إضافة إلى الدهون الصحيّة، وفقاً لتحليل أجرته المجلة الدولية للتغذية وعلوم الغذاء..
ووفقاً للأبحاث، يستحسن تناول البطيخ بعد تناول وجبة الطعام بحوالي ساعتين إلى ثماني ساعات من الناحية الهضمية ودرءاً للتداخلات غذائيّة ولتخفيف الإحساس بالتخمة.. وبالتالي لا يؤكل أيّ شيء بعد تناول البطيخ لمدة نصف ساعة أو ساعة على الأقل وذلك للاستفادة من كامل العناصر الغذائيّة والفيتامينات الأساسيّة التي يحتويها..
وعلى الرغم من فوائد البطيخَ الأحمر العديدة وأنه مصدرٌ ممتاز للماء ومصدر رائع للألياف الغذائيّة، فقد يؤدي الإفراط في تناوله إلى ظهور أعراض هضميّة كالانتفاخ والغازات وتشنجات المعدة والإسهال، وغيرها.. ويُسبب اضطرابات في نبض القلب نتيجة حالة فرط بوتاسيوم الدم. إضافة إلى أنه في حال احتوى الجسم على فائض من الماء، يمكن أن يؤدي إلى زيادة حجم الدم، مما يؤدي إلى المزيد من التورم في الساقين، والإرهاق، وضعف الكلى، وأعراض أخرى.. وقد يؤدي إلى التفاعل مع بعض الأدوية متسبباً في تقليل فاعلية تلك الأدوية وانخفاض تأثيرها، مثل أدوية خفض ضغط الدم ومدرات البول و..، مما يعطي نتائج عكسية، لذلك يجب استشارة الطبيب المختص في حال ظهور عوارض لدى تناوله مع أيّ أدوية..

إعداد: سها أحمد علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار