الراتب في قرية بديغان في بانياس مخصص لشراء مياه الشرب.. والجهات المعنية: مد خط ساخن لمحطة البيضا هو الحل.. الأهالي التعديات هي السبب
الوحدة :5-8-2024
بديغان قرية في بانياس أقصى أحلامها الحصول على مياه الشرب كغيرها من القرى، فشراء صهاريج المياه أنهك سكانها وعطّل الكثيرين عن أعمالهم، فمن كان يعمل بالبيوت البلاستيكة توقف، ومن كان يربي الأبقار ابتعد عن هذه المصلحة وباتت المياه شغلهم الشاغل وهمهم الكبير، فكيف يمكن لهم العيش من دون ماء.
الوحدة توجهت إلى قرية بديغان واستمعت إلى الكثير من معاناة الأهالي التي تجعلك تفكر للحظة هل يمكن أن تكون مياه الشرب حلماً يتمنون تحقيقه؟
* حسين درويش: مشكلة الماء مشكلة قديمة منذ عشرات السنين، في البداية الكل تضامن معنا وعلى أمل الحل، لكن الوضع يزداد سوءاً الرغم أننا مشتركون نظاميون وندفع كل مايترتب علينا، الخزان موجود في بداية القرية وعدد المستفيدين منه قليل والماء التي تضخ إليه هي 70 أو 75 أو 80 ساعة ضخ بكل تحويلة على خزان بديغان، فهل يعقل أن يكون هناك 80 ساعة ضخ لخزان سعته 500 برميل ولايصل للمواطن برميل واحد؟ إذاً هناك مشكلة ومن حقنا أن نعرف أين تذهب هذه المياه، مع العلم يوجد العديد من المزروعات مقامة على مشروع الماء وتم التواصل مع مدير مؤسسة المياه بهذا الموضوع، يوجد في القرية بئر 450 م والباقي مياهه سطحية، فكيف نستطيع تدبر أمورنا والمياه تضخ كل 35 إلى 45 يوماً فقط يومين لمدة ساعتين و أثناء انقطاع الكهرباء، وحاولنا التواصل مع أكثر من جهة وأخيراً توجهنا إلى محافظ طرطوس وبدوره وجه مؤسسة المياه لحل المشكلة، ولكن للأسف هم سبب مشكلتنا، وبالفعل تم إزالة 50%من التعديات وبقيت التعديات الأخرى، هناك وجع ومعاناة لدى الأهالي بسبب انقطاع مياه الشرب لفترة طويلة يجب أن يكون هناك حل للتعديات والمشاريع المقامة على خط الضخ من بيوت بلاستيكية وغيرها، الناس غير قادرة على دفع ثمن الصهريج، والسؤال الأهم كيف يستطيع شخص زراعة بيوت بلاستيكية وريها ونحن لانجد ماء لنشرب، كل مطالبنا هو أن نشرب؟
* وسام درويش: تم إنشاء الخزان منذ عام 2008 وقبل ذلك كان يتم ضخ الماء إلى القرية من خزان الزوبة، وكان الوضع أول ثلاث سنوات جيداً ولكن عندما بدأت التعديات والمتاجرة بمياه الخزان والبيوت البلاستيكية بدأت المشكلة، أي أن المشكلة بدأت منذ سبع سنوات، ولكن الوضع المادي لم يكن صعباً كما هو الحال الآن، وهذا ما دفع الناس للشكوى حيث وصل سعر الصهريج إلى 100 ألف ليرة، وبعد اللجوء لعدة جهات وعدم الاستجابة لجأنا لمحافظ طرطوس ووجه مشكوراً لحل المشكلة وقام الباكر بالحفر، ولكن ابتعدوا عن الوصلة الممتدة من الخزان إلى الطريق العام مع أن هذه الوصلة هي المشكلة، بالإضافة إلى التغاضي عن بعض التعديات ضمن القرية، وكذلك سبب الحفر بتشويه الطريق لنكون بمشكلة واحدة ونصبح بمشكلتين، وأضاف: بعملية حسابية بسيطة إن كان مشروع الزوبة يغذي ثلاثة قطاعات فالمفروض أن تكون حصة بديغان أكبر من ذلك، خاصة وأن أحد عمال الضخ قال إن هناك 80 ساعة ضخ على قرية بديغان ومع هذا كله يكون الضخ في أوقات انقطاع الكهرباء وعند التحدث مع عامل الماء قال (اشتري مولدة)، أخيراً نرجو إيجاد حل للتعديات فمن حقنا أن نشرب.
* أيضاً باسم حيدر قال: محطة ضخ البيضا تغذي ثلاث قرى وهي الزوبة وبديغان وبيت السخي، والسؤال لم قرية بديغان دوناً عن غيرها لا يتم الضخ فيها كباقي القرى؟ وتابع حديثه:
توجهنا لمحافظ طرطوس وقام بتحويل المشكلة إلى مدير مياه بانياس عماد الرواسي ليقوم بإزالة التعديات، وأزيلت بعض التعديات وكان وضع الماء جيداً، أما الآن فهو سيئ جداً حيث يتم ضخ الماء لساعتين كل 45 يوماً، طالبنا بتبديل خط الإسالة الذي يبلغ طوله حوالي 800 م بخط جديد لكن لم يتم ذلك، أنا غير موظف وكذلك زوجتي و لدي والدتي المريضة، ولهذا أنا بحاجة لأربعة صهاريج ماء كل شهر أي مايعادل 400 ألف ليرة سورية.
* وقال كل من: علي عاقل ضوا، إسماعيل ميهوب، المعلم يحيى، نسيم كامل حيدر، إياد سويدان، أحمد محمود أحمد، ريم أحمد، سناء شامية ،عيسى أحمد، رجاء حمدوش وفدوى ضوا: نحن عطشى منذ سنين، ومشكلة المياه جعلتنا نترك بعض أعمالنا كزراعة البيوت البلاستيكية وتربية الأبقار، مؤكدين أن الراتب مخصص لشراء صهاريج الماء وحتى الراتب لم يعد يكفي، سابقاً كان سعر صهريج الماء مقبولاً وكنا قادرين على شرائه، أما اليوم الحالة الاقتصادية صعبة ولايمكننا الاستمرار بشراء مياه الشرب.
بعد سماع المواطنين، الوحدة تواصلت مع الجهات المعنية حيث قال أمين الفرقة الحزبية في بديغان ناجي عطية: الماء في القرية هو المشكلة الأولى والأخيرة، ومنذ سنوات نعاني من هذه المشكلة، وهناك عدة أسباب لها منها طول المحور الذي يعد سبباً رئيسياً لضعف الماء وتأمين الطاقة، وقد تم اقتراح عدة حلول في جميع المؤتمرات، وهي إما بوجود خط ساخن لمحطة البيضا وهو الحل الجذري للمشكلة، أو وجود خط موازي على
ضهر الزوبة أو وجود بئر داعم بالمنطقة.
* بدوره مدير مياه بانياس المهندس عماد رواسي قال إن قرية بديغان كسائر القرى المجاورة تعاني من نقص الماء، فهناك 15 قرية تتغذى من مشروع البيضا وتضخ إليها الماء كل 20 إلى 21 يوماً، وفي الحالات المثالية وتوفر الطاقة يتم الضخ كل 12 إلى 13 يوماً، وأكد أن مشروع البيضا بحاجة ماسة للمياه، وحاولنا مد خط جزئي مغذى بالكهرباء 6-8 ساعات، لكن لم نوفق بذلك، والحل الجذري هو مد خط معفى من التقنين لمحطة ضخ البيضا، فحاجة المحطة لضخ المياه لمدة ساعة هي 200 ليتر من المازوت تقريباً والمخصصات محدودة.
وفيما يخص التعديات قال رواسي إنه تم تنفيذ تعليمات محافظ طرطوس وإزالة كل التعديات الموجودة في القرية بدءاً من الخزان وصولاً لنهاية الخط وتم توثيق ذلك.
هكذا نكون نقلنا واقع قرية بديغان العطشى ومعاناة أهلها بكل شفافية، وبقي أن نذكر وجود بئر ارتوازي في القرية بعمق 450 م يضخ الماء بكمية 20 ألف م٣ لمدة 15 دقيقة و 100 ألف م٣ للساعة حتى يساعد الأهالي بتأمين مياه الشرب، نحن نقلنا الواقع ونضع الموضوع بين يدي الجهات المعنية على أمل إيجاد حل سريع للقرية، فمطلبهم واحد وقولهم واحد: من حقنا أن نشرب وهو مطلب حق.
رنا ياسين غانم