الوحدة :5-8-2024
عشرات الاستغاثات والنداءات وصلتنا من قرية العرقوب في ريف القرداحة، يناشدون خلالها وضع حد لحالة العطش الذي يعانونه، حيث انتهت بهم كل الحلول إلى الفشل الذريع، ومؤسسة المياه غائبة عن تقديم حل حقيقي يقتلع المشكلة من جذورها.
ويقول الأهالي في شكواهم: رغم كل الجفاف وقلة الأمطار التي عانى منها الجميع خلال العام الماضي، إلا أنه لم يصل الأمر بهم كما أصبح هذا العام، لافتين أنه لليوم الخامس والعشرين على التوالي لم يضخ لهم قطرة ماء واحدة رغم قساوة هذا الصيف وحرارته اللاهبة، وعدم وجود أي مصدر آخر للمياه يلجؤون إليه ويروون عطشهم منه.
ويضيف الأهالي هل من المعقول بقاء أكثر من ٢٥٠ عائلة في القرية يعانون دون تأمين مصدر ماء لمدة تقارب الشهر؟ ويتساءلون هل يرضى مسؤولو المحافظة أن تعامل بيوتهم وأسرهم بمثل هذه الحالة من التجاهل؟ وما هذا العطل العظيم الذي استعصى على ورشات الصيانة حتى تظل القرية بلا ماء ٢٥ يوماً؟
ومن الجدير ذكره أن قرية العرقوب تتبع وحدة مياه ريف جبلة وتروى من محطة البودي، وقد نفذ خلال العام الماضي مشروع مد خط جديد لتخفيف المعاناة عن الأهالي، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في تأخير الدور والحجج المتتالية ما بين الأعطال في محركات محطات الضخ أو أن كمية الضخ غير كافية أو كثرة التعديات أو….
ويؤكد الأهالي أن بعضهم يملك خزانات تجميعية لمياه الأمطار كانوا يستعينون بها، ولكنها انتهت نتيجة تأخير الدور، وحالياً ليس لديهم أي وسيلة أو حيلة لإنقاذ الوضع سوى شراء صهاريج المياه التي يتراوح سعرها مابين ٢٥٠ و ٣٠٠ ألف ليرة، وهو أمر لا يستطيعه غالبية أبناء القرية الذين يعانون ما يعانيه الجميع من وضع اقتصادي سيئ وضيق في الحال وصعوبة في تأمين أدنى متطلبات الحياة، لتأتي مشاكل المياه وتكمل الخناق عليهم.
أهالي القرية يناشدون السيد المحافظ بالنظر لحالهم وإيجاد الحلول المناسبة لوضعهم ووضع حد للعطش الذي هد كاهلهم.
المهندس بلال علي مدير وحدة مياه ريف جبلة أجابنا على شكوى أهالي قرية العرقوب بالتالي: إن واقع مشروع محور البودي من محطة كرم فوزي إلى العرقوب الذي يضم قرى البودي والعرقوب وغلميسة والمقليسية ونيني ونيننتي وجرماتي تأثر جداً بعطل مجموعة التوليد في كرم فوزي، مما أدى إلى انخفاض ساعات الضخ اليومي إلى سبع ساعات بدلاً من ١٣ ساعة، وخسرنا في هذا العطل مالا يقل عن ٤٨ ساعة ضخ على مدى ثمانية أيام، وكانت كافية لتحقيق تواتر وارد مائي إلى القرى كل 12 يوماً، طبعاً كنا على تواصل مستمر مع مديرية الصيانة، وقامت ورشاتها بمحاولات عدة للإصلاح دون جدوى، وقررت أخيراً سحب المجموعة واستبدالها اليوم بواحدة أخرى. وأضاف: إن الواقع المائي لمشروع البودي سيبقى صعباً إذا لم يتم رفع التقنين عن محطتي كرم فوزي و بورة الهوي، لأن حاجة مشروع البودي هي ١٦ ساعة ضخ كل ٢٤ ساعة لنتمكن من جعل تواتر الدور كل خمسة أيام، كل الشكر لمن يبذلون الجهد لتحقيق ذلك، ولمن يسعى لحل مشاكل المياه في قرانا العطشى.
سناء ديب