الوحدة : 31-7-2024
منحت وزارة الثقافة جائزة الدولة التقديرية لعام 2024 في مجال الآداب للأديبة كوليت خوري، وفي مجال الفنون للفنان أسعد فضة، وفي مجال الدراسات والنقد والترجمة للأستاذ عطية مسوح.
وفي لمحة موجزة عن مسيرتها الإبداعية الكاتبة كوليت الخوري عضو اتحاد الكتاب العرب وتكتب بالعربية والفرنسية والإنكليزية، ولها العديد من الروايات منها “أيام معه” و”ليلة واحدة” و”ومر صيف” و”أيام مع الأيام” ومجموعات قصصية منها “أنا والمدى” و”المرحلة المرة” و”قصتان” و”الكلمة أنثى”، إضافة إلى كثير من المقالات والدراسات التي نشرت في الصحف والدوريات السورية والعربية.
وتعد كوليت خوري واحدة من أهم وأشهر الكاتبات في الوطن العربي، ولها العديد من الكتابات والمؤلفات في مجال أدب المرأة والتاريخ، كما أنها عملت في العديد من الصحف ونشرت الكثير من المقالات، كذلك اهتمت بالقضايا السياسية في المنطقة العربية.
ولدت الأديبة المرموقة عام 1937 في مدينة دمشق وسط عائلة مثقفة وتهتم بالتعليم والاطلاع، ودرست في مدرسة “راهبات البيزانسون”، ثم أكملت دراستها الثانوية في “المعهد الفرنسي”، ثم التحقت بكلية الحقوق في “جامعة اليسوعية” ببيروت، وواصلت دراستها في “جامعة القديس يوسف” في بيروت وعادت بعدها لجامعة دمشق لتحصل على الإجازة في الأدب الفرنسي.
أتقنت كتابة الشعر والرواية، وعملت في العديد من الصحف وكان لها العديد من المؤلفات التي استطاعت من خلالها أن تحقق نجاحاً كبيراً وشهرة واسعة.
أما أعمالها الأدبية فقد قامت كوليت بتأليف العديد من الكتابات الشعرية باللغة الفرنسية والقصص والروايات العربية منها:
عشرون عاماً- شعر فرنسي، ورواية أيام معه وصدر أول طبعة منها عام(1959)، وفيما بعد أصدرت سبع طبعات كان آخرها عام 2001.
شعر فرنسي بعنوان “رعشة”، ورواية ليلة واحدة عام (1961)، وقصص أنا والمدى، دمشق بيتي الكبير، المرحلة المرة وغيرها كثير…
ومسرحية باللغة العامية بعنوان: أغلى جوهرة بالعالم.
إضافة إلى العديد من الكتب التي ألفتها ككتاب أوراق فارس الخوري، والمقالات والقصص القصيرة.
* أما الفنان القدير أسعد فضة وفي إضاءة على سيرته الشخصية والفنية، فقد ولد عام 1938 في محافظة اللاذقية وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة عام 1962، وتألق في مجالات فنية واسعة، وبدأ بإخراج المسرحيات في عمر مبكر فكان أول عمل له على خشبة المسرح بعنوان الإخوة كارامازوف للكاتب الروسي فيودور دوستوفسكي عام 1963، وبعدها انتقل من الإخراج إلى التمثيل سواء في الدراما أو السينما، وتنوعت أعماله بين التاريخية والاجتماعية المعاصرة، وأعمال البيئة الشامية والساحلية، وشغل عدة مناصب، حيث كان مديراً للمسرح القومي عام 1967، وترأس المركز الدولي للمسرح عام 1968 وبعدها أصبح نقيباً للفنانين السوريين لدورتين بين عامي 1998-2006، وتقلد منصب مدير المسارح والموسيقا التابعة لوزارة الثقافة، وعين مديراً لأهم ثلاثة مهرجانات سنوية سورية، كما تم تكريمه بإطلاق اسمه على صالة المسرح القومي في اللاذقية عام 2006.
مسيرة فنية طويلة مليئة بالإبداع والعطاء استطاع عبرها الفنان القدير أسعد فضة أن يحفر اسمه في المسرح والسينما والدراما كواحد من أحد الأسماء التي وضعت حجر الأساس في عالم الفن على مستوى الوطن العربي.
وكانت خشبة المسرح المنبر الذي أراد عبره إيصال أفكاره ونشر هذا الفن بدءاً من إخراج الإخوة كارمازوف للأديب الروسي دوستويفسكي سنة 1964 تلتها عروض أخرى تجاوز عددها الـ 30 منها حرم سعادة الوزير والملك العاري، فضلاً عن كونه أول مخرج يقدم نصوص الراحل سعد الله ونوس للمسرح القومي من “الملك هو الملك” وسهرة مع أبي خليل القباني.
وفي السينما برز فضة عبر العديد من الأفلام من إنتاج المؤسسة العامة للسينما التي نالت جوائز عديدة ومنها “حبيبي يا حب التوت” و”ليالي ابن آوى” و”رسائل شفهية” إضافة إلى مشاركته في فيلم “الفهد” الذي صنف ضمن الأفلام الخالدة وأهم الأفلام في تاريخ السينما الآسيوية، وكانت آخر مشاركاته في الفن السابع مع فيلم “الرابعة بتوقيت الفردوس”.
وكان أسعد فضة من المساهمين بقوة في تطور الدراما السورية ومن أوائل الفنانين الأكاديميين الذين اشتغلوا فيها بدءاً من “أولاد بلدي” ثم “انتقام الزباء” و”سيرة بني هلال” و “عز الدين القسام” و”الطبيبة” و”أبو كامل” و”هجرة القلوب إلى القلوب” و”الجوارح” و”أبو البنات” و”فارس بني مروان” و”باب الحارة” و”سوق الحرير”.
وحصل فضة على جائزة أفضل ممثل من مهرجان دمشق السينمائي الدولي عن فيلم ليالي ابن آوى وجائزتين في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن مسلسلي الجوارح والعوسج، كما أطلق اسمه على صالة المسرح القومي في مدينة اللاذقية إضافة إلى شهادات تكريم وتقدير محلية وعربية وعالمية من القطاع العام والخاص في مجال الإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح.
* أما عطية مسوح فهو كاتب وصحفي وباحث في الدراسات الفكرية والنقد الأدبي شغل لسنوات عدة رئيس تحرير مجلة الدراسات الاشتراكية، وله في الفكر عدد من الكتب منها مقاربات في الفكر والثقافة وثقافة التواصل والديمقراطية والنهضة، أما كتبه في النقد فهي منارات شعرية ودراسة عن إيليا أبو ماضي وغيرها.
وعن بداياته في الكتابة وأهم مؤلفاته، فقد بدأ الكتابة في المرحلة الثانوية، ونشر عدداً من القصص والنصوص الأدبية في تلك المرحلة. أول كتاب نشر له عام 1994 ثم توالت كتبه.. واشترك مع آخرين في إصدار كتب غيرها.
وعن موضوعات كتبه فهي متنوعة يمكن تصنيفها على النحو الآتي:
– كتابان موضوعهما فلسفي هما (من فلسفة للتغيير إلى فلسفة للتبرير) و(الماركسية وأسئلة العصر).
– كتب ذات طابع فكري ركز فيها على الفكر العربي الحديث ولا سيما الفكر النهضوي، ومنها كتاب (مقاربات في الفكر والثقافة)، وكتب عن شخصيات طرحت مشاريع نهضوية تحديثية منها (الديمقراطية والنهضة في مشروع المفكر خالد محمد خالد).
– كتب نقد أدبي منها (منارات شعرية).
هذا ويمنح كل فائز من الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2024 مبلغاً وقدره ستة ملايين ليرة سورية وميدالية تذكارية مع براءتها.
ريم جبيلي