رقــم العــدد 9379
الأربعاء 3 تمــــــــــــوز 2019
غالباً، ما لا نفعله نعتقد أنّه الأهمّ، وما نقوم به تهمة وإن كان هو الصواب، وينسحب الحُكمُ، فنعتقد أن كلّ من هو في موقع قرار فاسد، وأنّ (الأبطال الحقيقيين) محاربون وخارج الحسابات!
قد يكون جزء من هذا الكلام صحيحاً، لكن التعميم في أي اتجاه، وبخصوص أي حالة أو أي شخص ليس موضوعياً، فهناك من يعمل بصدقٍ وتفانٍ، وإن عاكسته الظروف، أو قلّلت من بريقه المتاعب..
العمل في مواقع المسؤولية بهذه الظروف هو نوع من (الانتحار) لكثيرين من أصحاب الضمير، لذلك فمن الطبيعي أن تكون الحدود الدنيا من النجاح محطّ تقدير، ليأتي دور أصحاب القرارات الأعلى بتعزيز الحالات الإيجابية حفاظاً عليها، وحرصاً على مصلحة عامة، نتسابق جميعاً للحديث عنها، ونضيّع البوصلة عندما يتعلّق الأمر بالفعل.
من منّا لا يعرف على سبيل المثال أنّ ربطة الخبز تكلّف الدولة أضعاف ما يدفعه المواطن، فلماذا إذاً ما زالت تجارة (الخبز اليابس) رائجة؟
ومن منّا لا يشكو من قلّة مياه الشرب صيفاً ومع هذا يصرّ على (رشرشة) السيارة والطريق كلّ يوم؟
لا نذهب إلى مثاليات، ولا نضع أنفسنا خارج الخطأ، ولا نقول إن كل الخدمات مثالية، ولكن ثمّة مصالحة مع الذات يجب ألا نتنكّر لها، فبالنهاية هذه هي بلدنا بحلوها ومرّها الحلو، وبإمكاننا أن نجمّلها أكثر، وإن مسّها (قبحٌ) فبسببنا كلّنا ودون استثناء.
عود على ذي بدء، تعزيز الحالات الإيجابية مسؤولية أهل القرار الرفيع، تماماً كما هو الحال بالنسبة لمواجهة الفساد والفاسدين، ولأننا أردنا بلدنا عماراً وازدهاراً، ابدؤوا في الاتجاهين، ولكم الأجر والثواب.
غانم محمد
Ghanem68m@gmail.com