الوحدة:18-7-2024
يبدو أن لعنة الأسعار عادت لتصيب الحامض من جديد، فبالأمس سجّل الليمون الحامض البلدي رقماً خيالياً ناهز ال ٢٠ ألف ل.س وهو في عقر داره العامرة، فكان صاحب تلك الأرزاق راضياً على مضض، لأن هذه الحالة السعرية لن تدوم كثيراً وهي متأرجحة ما بين العرض والطلب دائماً.
وعلى الضفّة الثانية، وقع المحظور على الليمون الماير الشقيق الآخر للبلدي الذي تزعّم الأرقام الصغيرة في أسواق الخضار، وهنا يتساءل قليل الخبرة إن كانا يمتلكان المذاق الحامض نفسه، لكن الإجابات المقنعة تقول أن الحامض البلدي يُعتبر أكثر حموضه ويقال عنه (راجع فضي) أي أنه من مخرجات الموسم الماضي، وهو بالشكل العام قليل جداً قياساً على المواسم الحقيقية.
وبالعودة إلى ليمون الماير وما يلاحق شجرته من كدّ وتعب وعناية عبر أسعار تُنهك المزارع، فقد وقع على محصوله سعر هزيل تراوح ما بين ٢٠٠٠ – ٣٥٠٠ ليرة ل.س، عداك عن العبوات البلاستيكية واليد العاملة والكمسيون المرتفع (الشّحّين)، بالإضافة إلى ذلك فإن سعر عبوة المبيد ١٠٠ ألف ل.س “القادم بطرق غير شرعية”، أمّا القادم عبر الطرق الرسمية، فيبلغ سعره ال ١٣٠ ألف ل.س،في حين يصل سعر ليتر مبيد العناكب (التخصصي) إلى ٩٠٠ ألف ل.س، فإذا أراد المزارع إخراج محصول كامل المواصفات بعيداً عن غضب الطبيعة، فهو بحاجة للحصول على السماد المخصّص، وكذلك مبيد العناكب والسماد الورقي وأدوية أخرى للزهر والعقد، وهذه الأمور بحاجة لميزانية مضاعفة لإنتاج حامض ماير نوعية ممتازة، لكنه يقع تحت مقصلة الأسعار الهزيلة ثم الخسارة الأكيدة، وهنا لا بُد من تواجد اتحاد الفلاحين والسورية للتجارة للوقوف مع المزارعين وعدم تركهم بمهبّ الأسعار المتأرجحة هنا وهناك.
وما وقع على الماير يبدو أنه وقع على الباذنجان الأحمر، حيث انتعش قليلاً صاحب هذا المحصول لعدّة أيام، وقد لاحقه السعر المقبول وبالتالي الارتياح المؤقت، لكن عندما وصلت مساحاته إلى مرحلة النضوج وضخّ الكميات، تقهقر السعر فأصبح من أرضه ما بين ١٠٠٠ – ١٥٠٠ ل.س، وهذه ضربة موجعة لأصحاب هذه الزراعة، وباتوا ينتظرون انطلاق موسم مونة المكدوس (المتراجعة نسبياً) ليتم التعويض قليلاً.
الماير والباذنجان، هما أهم الهموم التي تلاحق المزارع بريف جبلة، الواقع حُكماً تحت الخسارات.. فهل تتبنى السورية للتجارة بالتعاون مع اتحاد الفلاحين جزءاً من العون والتسويق المباشر، كما تتبنّى المؤسسة العامة للتبغ محصول الدخان فتصبح هذه الشتلات المزروعة بجانب الحمضيات الملاذ الآمن للتعويض عن الخسائر الأخرى؟
سليمان حسين