الوحدة : 16-7-2024
هو الشعر، لغة الجمال الذي لانهايات ولا سقوف ولا أبعاد له، هو انعكاس ما يجول في النفس الإنسانية من وجع وألم وفرح وحب وكره وكل تناقضات الحياة البشرية الإنسانية، ولأنه كذلك صار الشاعر أكثر الناس التصاقاً بالحياة، بالناس، بالأوطان، وبحركة الزمان، لأنه الأكثر قدرة على الشعور بالآخر، والتعبير عما يجول في دواخل هذا الآخر، وشاعرتنا ليست استثناء في هذه المسألة، بل هي واحدة من الذين حاولوا أن يكونوا جزءاً من حركة الشعر الجميل، والثقافة الإنسانية الحضارية، وجاء مولودها الأول “عندما تزهر السحب..” ضمن هذا السياق، ففي هذه المجموعة الشعرية للشاعرة مرام مروة، تتعدد العناوين والرؤى ويجهد الخيال في اصطياد كل ما هو ممتع وجميل، ويظل الهم الإنساني والوجداني هو القاسم المشترك، ويظل الحب المنشود هو البوصلة التي تحدد حركة النبض وفضاءات الكلمة وأبدية الإبداع والجمال التي لانهايات لها، تقول:
– هكذا أحبك..
مثل نجم..
مثل طفل..
مثل فرح يكبر مع الأشياء لأنك تحبني..
أقولها بحبري..
بصوتي..
بعلم الآخرين..
وجهل الآخرين..
كما لم تقلها امرأة قبلي..!
هكذا تعكس ما يعتمل في دمها، ببساطة الكلمة وصدق الإحساس باللوحة المرصوفة بالكلمات والحروف والإيقاع والأغنيات، هو الشعر، تحليق بين النجوم وإحساس بأنه ثمة من يطوب الشاعر عاشقاً، الموسيقا التي لا يكتمل نصاب الجمال إلا بوجودها وإيقاعها، الكلمة التي هي مادة الشعر والحامل له والأجنحة التي من خلالها يحلق ويطير ويجوب الآفاق البعيدة، في مجموعتها الشعرية “عندما تزهر السحب..” تطلق الشاعرة لخيالها العنان، تحرّره من كل الموانع التي تحد من قدرته على القفز والتنقل بين روابي اللغة والكلمة واللوحة المعبرة عن جوهر الوجدان، وعطر المكان، جمال الإنسان، مجموعة شعرية، هي الإصدار الأول للشاعرة مرام مروة، محاولة تستحق القراءة التحليلية النقدية والتوقف عندها، مبارك للشاعرة هذا المولود الجميل، راجين لها مزيداً من النجاحات والعطاءات الشعرية الأدبية الإبداعية، وهو طريق طويل ومجهد، لكنه جميل، كما كل الأشياء الجميلة في الحياة.
د. رفيف هلال