العدد: 9379
3-7-2019
تعد الطرق الزراعية من أهم المشاريع التي تقدم خدمات كبيرة للفلاحين على صعيد خدمة العملية الزراعية وإدخال الآلة إلى مختلف مكوناتها وذلك بالتوازي مع خدمة المواطنين واختصار المسافات بين مختلف القرى وتسهيل وصول الفلاح إلى أرضه، وقد نفذت الدولة وخلال السنوات الطويلة الماضية الكثير من المشاريع الهامة في هذا الجانب والتي لاقت تقبلاً وارتياحاً من الفلاحين كونها استجابت لمطالبهم الكثيرة التي تصب في اتجاه هذه المشاريع الحيوية التي تركت الأزمة انعكاساتها عليها كما على مختلف جوانب حياتنا وقد تجلى هذا الأمر في تراجع خطط تنفيذ هذه الطرقات وتعرضها للإهمال وهو ما أدى إلى تراجع مستواها وحتى إلى عدم صلاحية بعضها للمرور وذلك نتيجة للانهيارات التي تعرضت لها وأيضاً للاهتراء والتخريب وغير ذلك من العوامل التي زاد تأثيرها على هذه الطرقات في ظل عدم إجراء الصيانات اللازمة لها أو عدم إكمال تنفيذ الأعمال المتعاقد عليها لتنفيذ طرقات جديدة وهو ما ترك تأثيره بالتالي على الفوائد المنتظرة من هذه الطرقات.
وفيما تعددت المرجعيات المسؤولة عن تنفيذ هذه الطرقات ما بين وزارة الزراعة ووزارة الإدارة المحلية متمثلة بالخدمات الفنية التابعة لها فإن قلة الاعتمادات المالية وارتفاع أسعار مستلزمات العمل قد زادت من وطأة التراجع الحاصل في هذه المشاريع الخدمية الهامة وهذا ما تشير إليه مصادر مديرية الخدمات الفنية ذاتها التي أشارت إلى متابعة تنفيذ 171 مشروعاً طرقياً تخديمياً وزراعياً خلال خطة العام الماضي وذلك على امتداد محافظة اللاذقية ومناطقها ومنها بطبيعة الحال منطقة الحفة.
تلك المنطقة التي شهدت في العام الماضي متابعة الكثير من المشاريع التي تصب في خانة الطرق الزراعية والتي كان أهمها معالجة انهيار طريق بشمانا الكرس وتسوية وتعبيد الطريق الزراعي الذي يتفرع عن طريق الحفة وتنفيذ مجموعة من الطرق الخاصة بتخديم ذوي الشهداء وإعادة تأهيل طريق العذرية الصمنديل وتسوية وتزفيت الطريق البديل لطريق رسيون جبيت وتأهيل طريق الحارة حبيت عين التينة وتعبيد وتزفيت طريق زراعي في حكرو إلى جانب تأهيل طريق الحميدية الرقيق مع طريق الصالحية والصمنديل وإنشاء وصيانة طريق في بلدية وطى الخان زراعي على طريق عام بانا خوفللي باتجاه وادي شريفا ومعالجة الانهيار الطرقي على طريق قبر العبد وغير ذلك من المشاريع العامة الأخرى التي تصب بشكل أو بآخر في إطار مشاريع الطرق الزراعية والتخديمية التي تحوي خطة العام الحالي على العديد منها وذلك على امتداد نواحي وقرى المنطقة.
وفيما تتم أعمال الطرق ضمن خطط مكتب الخدمات الفنية بالحفة فإن منطقة الحفة تشهد وجود الكثير من المشاريع الطرقية التي توقفت أعمالها نتيجة للظروف الراهنة ومنها ما ورد بعضه في جريدة الوحدة مؤخراً والذي لا يزال حاله كما هو وذلك نتيجة عدم توفر الاعتمادات المالية اللازمة لإنجاز أعماله ومن هذه المشاريع نورد على سبيل الذكر لا الحصر الطريق الذي تمت المباشرة بأعمال تنفيذه بموجب العقد 83 لعام 2011 والذي يتضمن تعبيد وتزفيت طريق القادسية والذي صدر قرار المكتب التنفيذي لمحافظة اللاذقية بسحب أعماله من الجهة المنفذة تحت رقم 220 م. ت تاريخ 17/1/2017 وذلك على الرغم من تنفيذ أعمال التعبيد والشق اللازمة له واقتصار الحاجة لإنجازه على أعمال الزفت التي توقفت منذ سنوات نتيجة للظروف الراهنة ليتعرض الطريق بعدها للانهيار الذي يستدعي الحاجة لإعادة دراسته من جديد وذلك لمعالجة الانهيارات التي حصلت عليه علماً بأن هذا المشروع ممول من الموازنة المستقلة بقيمة تصل حسب أسعار 2011 تصل إلى 6/9 ملايين ليرة، حيث يصل طول هذا الطريق إلى ما بين 1.5- 2 كيلو متر كما وصلت نسبة الإنجاز فيه قبل توقف العمل إلى 70% تقريباً كما ويخدم هذا الطريق الذي يطالب الأهالي باستكماله مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الموجودة على امتداده.
ومن المشاريع التي تصب في ذات الخانة مشروع طريق الزنقوفة إلى بكاس المتعاقد عليه بموجب العقد 253 لعام 2011 والذي تم سحب أعماله دون المباشرة فيه إلى جانب طريق الحميدية الأوتوستراد الذي يعود عقده إلى العام 2011 والذي يحمل الرقم 180 لعام 2011 إضافة لطريق خطين الرويسة الذي يحمل عقدة الرقم 71 لعام 2011 والذي وصلت نسبة الإنجاز فيه إلى 50% ليتم بعد ذلك سحب أعماله وأيضاً العقد 135 لعام 2011 الخاص بطريق الظاهرية بيت عثمان والعقد 103 لعام 2011 الذي لم يباشر فيه والعقد رقم 181 لعام 2011 المتضمن تنفيذ طريق الجنجانية حارة بيت محفوض الذي لم تتم أعمال المباشرة فيه وطريق بابنا البقيعة ذو الرقم 239 لعام 2011 الذي تم تنفيذ 50% منه وطريق بابنا وادي غدير ذو الرقم 203 لعام 2011 والذي تعرض للانهيار على الرغم من أن إنجازه كان ينتظر تنفيذ بعض أعمال الزفت والبيتون.
وتمتد القائمة أيضاً إلى طريق نهر بابنا باتجاه شريفا ذو الرقم 52 لعام 2011 الذي وصلت نسبة التنفيذ فيه إلى 40% وطريق المزيرعة بيت العجمي الذي وصلت نسبة التنفيذ فيه إلى 60% والذي يحتاج إلى استكمال أعمال إلى جانب طريق أوبين وطى الرامة ذو الرقم 202 لعام 2011 وطريق كيمين كرم عنوس.
بقي أن نشير إلى أن حال الطرق الزراعية في باقي مناطق محافظة اللاذقية لا يختلف عن حالها في منطقة الحفة حيث تشكل المطالب بالتوسع في شق هذه الطرق وإجراء الصيانة وإعادة التأهيل أهم المطالب التي تتكرر في مختلف المحافل ولاسيما المؤتمرات الفلاحية وذلك بالنظر لأهميتها في خدمة العملية الزراعية والفلاحين على امتداد قرى المحافظة كما ويشكل عدم توفر الاعتمادات المالية اللازمة أهم المبررات التي تستند عليها مديرية الخدمات الفنية في محافظة اللاذقية في تبريرها للتقصير الحاصل على صعيد تنفيذ الطرق الزراعية الجديدة وإعادة صيانة وتأهيل الطرق القائمة التي أضحت بحاجة لتوفير الإمكانيات اللازمة لصيانتها وذلك نظراً لسوء الحالة التي وصلت إليها.
نعمان أصلان