رحلة البحث عن الأرقام المجنونة لبعض السلع؟!

الوحدة :14-7-2024

تناقضات سعرية تكسر ظهر المعاشات والرواتب، حتى الآن لم يستطع المعنيون بأوضاع وحركات السوق السيطرة على مجريات التسعير الكيفي والاستفراد بها، البعض يقول إن كل مادة هناك من يضع عليها السعر الذي يلائم تطلعاته التجارية والتسويقية.

ومن خلال الواقع المفروض على الأسواق، خاصّة من جهة الفاكهة، فهناك ما يشبه الطفرة أو الظاهرة، تحديداً بما يخص فاكهة الكرز، فقد كانت في السابق تظهر لعدّة أسابيع ضمن الأسواق المحلية، ويقع عليها أسعار تقارب الخيال ولا يشتريها إلّا أصحاب الحالات الخاصّة، لكن اليوم هي عرّابة الفاكهة وسيدتهم الملوّنة، هي بين أيدي الجميع على الإطلاق، وتحمل أنواعها العديدة أسعاراً بين الشك واليقين، ربما بسبب الطقس الحار الذي يحرّضها على العطب، وعلى المقلب الثاني فإن إخوة الكرز من خوخ ومشمش ودرّاق فأسعارهم لا زالت ضمن خانة الابتعاد (١٥ ألف ل.س) باستثناء الأنواع الوسطية منهم فهي ضمن حدود ١٠٠٠٠ آلاف ل.س، وهل يُعقل أيضاً أن يكون الليمون الحامض ب ١٧٠٠٠ ألف ل.س.

أمّا البطاطا لحمة الفقير وسنده الأخير، فلا زالت متمرّدة على الواقع رغم تعدّد عرواتها البلدية، وتستقر على الرقم الذهبي ٩٠٠٠ ل.س ناقص ٥٠٠ أو زائد .. وإلى الباذنجان الأحمر، فقد تنازل قليلاً عن سعره المبدئي، بانتظار الانقضاض على مُحبي المكدوس بعد قليل، لأن تاجر الباذنجان الشاطر ينتظر لحظة ظهور الجوز والزيت البلدي كي لا يبقى الثوم يتزعّم الأسعار وحيداً.

 

أمّا البندورة والخيار، فهم يحبون أبناء بلدهم، ويحافظون على العيش المشترك، فلا زالت أسعارهم ضمن المعقول والمقبول ولغتهم المالية مشتركة في بوتقة ال ٤٠٠٠ ل.س، يرافقهم تزمّر مبرّر من قبل المزارعين، فالأسعار الحالية غير متكافئة بالمقارنة مع المجهود والمصروف الذي أوصل هذه المواد إلى سُلم التجّار والأسواق الكيفية.

أما التفاح فقد بدأ يغازل الكرز من بعيد، فهم أبناء البيئة ذاتها وقد يقع عليه ما وقع على الكرز من جهة التصريف وحظوظه في الأسواق، لأن البرّادات الحافظة تنتظر موسمه الّلذيذ بشغف، ولن ترحم صاحبه المزارع، الذي لا زال يناضل من أجل سمعة سيدتنا حواء وتفّاحتها المشهورة، فتفاح منطقة الدريكيش وجرده الواسع قد اختفى بفعل الزيتون الذي أخذ مكانه نتيجة الظلم وعدم الحفاظ على سلّته الربحية.

بالنهاية .. إذا كانت ربطة البقدونس ب ٢٠٠٠ ل.س، فلا ضير أن يصبح كيلو الفاصولياء ب ٢٠٠٠٠ ألف أو ٣٠٠٠٠ليرة، بالإضافة إلى أننا سنرى قريباً أصفاراً خمسة وأرقاماً عالية تُزين أسعار التين وموسمه الموعود.

 

 

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار