الوحدة :1-7-2024
الظروف الجوية وعدم توفر مستلزمات الإنتاج بالكميات الكافية (المازوت – الأسمدة ….) وبيعها للفلاح بأسعار مرتفعة ومشاكل التسويق وعدم تناسب أسعار بيع المنتجات مع تكاليفها المرتفعة جملة من المعوقات التي وقفت في وجه الإنتاج الزراعي في منطقة الحفة كما باقي مناطق محافظة اللاذقية.
* واقع سيئ لإنتاج القمح
وفيق مرقبي رئيس الرابطة الفلاحية في الحفة بدأ بالحديث عن المحاصيل الشتوية وأولها القمح الذي تصل المساحة المرخصة فيه إلى 29 ألف دونم تشمل القطاعين التعاوني والإفرادي والتي عانت في هذا الموسم من الظروف الجوية غير المواتية والتي أدت إلى انخفاض الإنتاج في وحدة المساحة وهو الأمر الذي ظهر جلياً في عدم تجاوز الكميات المسوقة من المادة لصالح السورية للحبوب عن 200 طن فقط يضاف إليها الكميات التي احتفظ بها الفلاح للمونة ولبذار الموسم القادم، مشيراً إلى الأمطار التي هطلت مؤخراً والحرارة الزائدة قد أثرت سلباً على المحصول الذي أصيب في نسبة كبيرة منه بالتعفن الذي أثر على الإنتاجية بشكل كبير، وبالتالي على الفلاح الذي وقع بالخسارة نتيجة لذلك ليأتي موضوع الحصاد وعدم توفر المازوت اللازم للحصادات والدراسات بالشكل الكافي ويزيد من وطأة تلك الخسارة التي انطلقت مؤشراتها وأسبابها على محصول الجلبانة الذي وصلت المساحة المزروعة به إلى 1500 دونم لم يحصد إلا القليل منها نتيجة سوء وضعها الناجم عن الظروف الجوية السيئة.
* الحرارة المرتفعة والبرد تقلل إنتاج الزيتون
وقال مرقبي بأن محصول الزيتون بدوره تأثر بالظروف الجوية، علماً بأن المساحة المزروعة به تصل إلى 63 ألف دونم، مشيراً إلى أنه ما أثر في المحصول هو الحرارة المرتفعة في فترة الإزهار والبرد الذي أدى إلى انخفاض الإنتاج مقارنة بالمواسم السابقة، بعد الإشارة إلى أن الخاسر الوحيد في هذا الأمر هو الفلاح لكون صندوق الحد من أضرار الكوارث الطبيعية لا يعوض إلا في حال كان الإنتاج وصل إلى مرحلة الإثمار وهو الأمر الذي يلحق الضرر الكبير بالفلاح الذي يعتبر الجندي الأول الذي يؤمن متطلبات الأمن الغذائي للوطن والغذاء للمواطن، مطالباً والحالة هذه بإعادة النظر بآلية عمل الصندوق التي لا تعطي التعويض للفلاح إلا إذا وصلت نسبة الضرر إلى نسبة معينة، وهو الأمر الذي يلحق الظلم بالفلاحين الذين يتأثرون بالكوارث التي قد تحدث ولا يتحقق فيها النسبة المطلوبة التي يستحق بها التعويض، مطالباً والحالة هذه بأن تكون الآلية التي يستحق بها التعويض على وصول نسبة الضرر في حق الفلاح إلى الحدود التي يستحق بها التعويض وليس على مستوى المنطقة، ولفت مرقبي في جانب متصل بالزيتون إلى قلة الكميات المعطاة للمحصول من السماد من المصرف الزراعي مقارنة بالحاجة الفعلية لكل شجرة بعد الإشارة إلى مضي 4 سنوات دون منح أية كميات لهذا المحصول من قبل المصرف الزراعي، مطالباً باسم الفلاحين بزيادة تلك الكميات وبمعاملة شجرة الزيتون معاملة الحمضيات التي تعطى كميات أكبر من هذه المادة الضرورية لنمو شجرة الزيتون وزيادة إنتاجها.
* تفاح مقشب
ولا يختلف حال محصول التفاح عن القمح والزيتون حيث تعاني المساحات المزروعة به والتي وصلت إنتاجيتها في الموسم الماضي إلى 40 ألف طن من القشب وهي الكميات التي يتوقع ألا يتجاوز إنتاج الموسم الحالي ربعها، علماً بأن هذا المرض يؤثر على تسويق هذا المحصول في هذا العام مصاباً بكارثة تستحق التعويض من صندوق الحد من أضرار الكوارث الطبيعية.
ولفت رئيس الرابطة إلى تأثر محصول التبغ أيضاً بالظروف الجوية التي سادت هذا الموسم، مشيراً إلى الإزهار المبكر لشتول التبغ والتي تؤثر على إنتاجيتها أيضاً.
* ومشاكل تسويقية أيضاُ
وكما هي معاناة الإنتاج فإن مشاكل التسويق لا تقل وطأة عنها لا سيما مع تكاليف الإنتاج الكبيرة التي يتحملها الفلاح ( الحراثة – البذار – الأسمدة – النقل – العبوات والتي يضاف إليها الكمسيون الذي يدفعه للتاجر وغير ذلك من المصاريف الأخرى) التي تجعل العمل الزراعي إلا في القليل من الحالات مصدراً للخسارة أكثر من كونه مصدراً للربح، علماً بأن هذا العمل هو المصدر الأساسي لمعيشة الفلاح وأسرته فكيلو الخيار بالجملة ب 3000 ليرة سورية وكيلو الفاصولياء ب 5000 ليرة سورية في الوقت الذي يصل فيه سعر الكيلو من الفروج إلى 40 ألف ليرة سورية، والوقت الذي يقدر فيه الصناعي في المدينة الصناعية كلفة عمله وأجوره على سعر القطع الأجنبي وكذلك الحال بالنسبة لباقي المهن والأعمال.
* معاناة مع المصرف الزراعي
وحول التعامل مع المصرف الزراعي فهو مصدر معاناة أخرى للفلاح الذي يدفع فائدة تصل إلى 16 % على القروض التي يأخذها من ذلك المصرف الذي دعا رئيس الرابطة إلى إزالة كلمة تعاوني من اسم هذا المصرف كون الفوائد التي يتقاضاها لا تقل عن تلك التي تتقاضاها بقية المصارف العاملة في القطر، وكون الروتين الذي يتعامل به ذلك المصرف بات مرهقاً للفلاح ولا سيما في الساحل الذي تتصف الحيازات الزراعية بالصغر مقارنة بغيرها من المناطق، وهو ما يجعل روتين المصرف مكلفاً للفلاح فيه حيث باتت أية معاملة للفلاح مرهقة للفلاح وتحتاج للكثير من الإجراءات (مراجعة البلدية والعقارية والبلدية وغير ذلك من الجهات التي تستهلك نصف مبلغ القروض تقريباً).
* رد رئيس دائرة زراعة الحفة
وفي رده على ما طرح من قبل رئيس الرابطة الفلاحية قال المهندس علاء رجب رئيس دائرة زراعة الحفة بأن المساحة المزروعة بالقمح في المنطقة يصل إلى 27789 دونماً وبالشعير إلى 1036 دونماً تم حصاد المزروعة بالشعير بالكامل في الوقت الذي تم حصاد 12400 دونم من المساحات المزروعة بالقمح.
أما بالنسبة للجلبانة فقال م. رجب بأن واقعها سيئ نتيجة كثرة الأمطار التي أدت إلى كثافة النمو الخضري وقلة عقد الثمار وهي الحالة التي تنطبق على العديد من المحاصيل الشتوية مثل الثوم، وأما بالنسبة للتفاح فقال م. رجب بأن فترة الرطوبة الطويلة زادت من حاجته لأكثر من رشة مبيد وهو ما أرهق الفلاح نتيجة التكاليف الكبيرة لعملية الرش، مشيراً إلى أن واقع زراعة القمح كان سيئاً أيضاً ولم يتجاوز إنتاجية الدنم عن /85 – 120/ كغ، وذات الأمر بالنسبة للزيتون الذي كان حمله متفاوتاً حسب المناطق نتيجة الظروف الجوية التي سادت في موعد إزهاره وعقده، علماً بأن تأثر المحصول بالبرد كان مقتصراً على بعض القرى مثل / المزيرعة/ وكان هذا التأثير بسيطاً مقارنة / بجبلة – القرداحة/ أما فيما يخص اللوزيات فقال رئيس الدائرة بأن موسمها غير جيد هذا الموسم أيضاً وذلك نتيجة لقلة ساعات البرد التي تعرض لها المحصول والتي أدت إلى قلة تمايز البراعم، لافتاً إلى أن التعويض على الفلاح نتيجة هذه الظروف لم يتم وذلك لعدم تطابق ما حصل من أضرار مع شروط التعويض المعمول بها لدى صندوق الحد من أضرار الكوارث على المحاصيل الزراعية.
نعمان أصلان