تراجع النظافة واقع من يتحمل مسؤوليته؟

رقــم العــدد 9377
 الاثنين 1  تمــــــــــــوز 2019

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مشكلة القمامة المتراكمة في أحياء محافظة اللاذقية وضواحيها، وقد شكل هذا الموضوع هاجساً حقيقياً لدى المواطن الذي هو بالمقابل يساهم بشكل أو بآخر في عشوائية رمي القمامة وعلى مدار الساعة دون التقيد بأوقات محددة ناهيك عن الكثير من المواطنين الذين يرسلون أكياس القمامة مع أولادهم الذين لا يستطيعون رميها في الحاوية فيلقون بالأكياس بجانبها.
سألنا شرائح مختلفة من المواطنين من عدة أحياء في المدينة وضواحيها، حيث حدثنا أحد السكان من ساحة الحمام جب البيبا بأن القمامة ترحل بشكل يومي من الشارع الرئيسي ولكن يوجد بالقرب من مدرسة عماد علي تجاوزات عديدة من قبل المواطنين الذين لا يلتزمون بمواعيد محددة لرمي القمامة عداك عن إرسال أكياس القمامة مع الأطفال الذين يرمونها بشكل عشوائي إضافة لعدم قدرة دخول السيارة إلى الحارات الضيقة، أما فيما يخص حي دمسرخو الذي قال لنا أحد سكانه بأن الحي وضعه جيد بشكل عام حيث لا يوجد سوى عاملين يرحلون القمامة علماً أن السيارة تأتي بشكل يومي وترحل القمامة وإن وجد بعض التأخير لكن في النهاية يتم ترحيل القمامة، كذلك الوضع بالنسبة للحارات الضيقة هناك مشكلة بجمع القمامة، ناهيك عن الروائح المنتشرة عند نهاية المحلق الشمالي حيث لم تعد تطاق هذه الروائح، أما المشروع السابع فوضعه جيد وفقاً لما قاله أحد سكانه، وأضاف بأن القمامة ترحل بشكل يومي ولكن لا يوجد تعاون من المواطن في هذا الخصوص، فالمواطن نفسه الذي يطالب بترحيل القمامة هو من يرميها في أي وقت كان.
أما بالنسبة لبعض الصور التي زودنا بها أحد السكان وهي لقمامة متراكمة خلف مبنى اتحاد العمال، حيث ترمى القمامة بشكل عشوائي على الأرض وترحل بشكل يومي ولكن البقايا والأكياس تبقى مكانها بعد تفريغ الحوايا، أما فيما يخص سقوبين فقال أحد سكانها: بأن الوضع في الشارع الرئيسي مقبول ويتم تفريغ الحوايا لكن الشوارع الفرعية مهملة جداً، وهذا يعود إلى النقص في عدد العمال والذي يؤدي إلى تراكم القمامة في هذه المناطق، أما الرمل الشمالي معظم أحيائه ترحل القمامة بشكل يومي لأن الكثير من الأحياء لا يوجد فيها حوايا حيث توضع أكياس القمامة على الأرصفة ليأتي عمال النظافة بشكل يومي ويرحلونها وهنا نخص شارع مدرسة طلال ياسين والشوارع المحيطة بها حيث يقوم العمال وبشكل يومي ولمرتين بترحيل القمامة.
معاناة العاملين
من جانبهم لخص لنا بعض عمال النظافة أن معاناتهم تكمن في قلة قيمة الوجبة الغذائية وطبيعة العمل التي كانت تتأخر عليهم لعدة أشهر، أما حالياً فإن الوضع تغير وأصبحوا يتقاضونها بشكل شهري، وطالبوا بأن يتعاون المواطن معهم من خلال وضع أكياس القمامة في أكياس محكمة الإغلاق وأن يفرزوها إن كان بالإمكان لأنهم يتعرضون لكثير من الجروح أثناء عملهم، ولأن عامل التنظيفات يعمل في مهنة شاقة لابد من أن يكون له عامل تحفيزي مقابل عمله عن أهم مطالبات هؤلاء العمال أوضح فواز الكنج رئيس نقابة عمال الدولة والبلديات باللاذقية: نتيجة المتابعة الميدانية للأخوة عمال النظافة علمنا أن السيد الوزير السابق قام بتخفيض قيمة طبيعة عملهم فقد أرسلنا مذكرة للسيد الوزير الحالي والذي يقدم كل الدعم لنا ولعماله حول إعادة طبيعة العمل للعمال حيث تمت الموافقة على إعادتها إلى ما كانت عليه، وأكد لنا بأن حقوق العمال خط أحمر أصدر القرار اللازم ولكن هذا القرار لم يبصر النور في وزارة المالية بحجة عدم توفر السيولة، ونأمل أن يكون هناك اهتمام من وزارة المالية لهذا الموضوع لأن اتحاد العمال لا يتوانى عن تقديم الخدمة والمطالبة بحقوق جميع العمال.
أما فيما يخص الوجبة الغذائية لغاية اليوم فهي 30 ل0س لليوم الواحد وقد طالبنا عن طريق الاتحاد العام ومن خلال المتابعة ننتظر أيضاً أن يبصر النور قرار بزيادة قيمة الوجبة لتصبح 425 ل0س وهذا ما أُخبرنا به من قبل الجهات المعنية.
ولمديرية النظافة رأي


مدير مديرية النظافة عمار قصيري أوضح من خلال لقائنا به آلية عمل المديرية قائلاً: بأن كمية القمامة مرتبطة بالمواسم مشيراً إلى أن ذلك ينعكس بالسلب على آلية الترحيل وكثرة العمل ففي الموسم السياحي يكون عدد الوافدين إلى المحافظة كبير وهو ما يشكل ضغطاً كبيراً علينا.
حيث نقوم بتشغيل ورديتين من الساعة 8 حتى 3 والمسائية من 4 حتى 11 ليلاً، حيث تعمل هاتين الورديتين على تفريغ الحوايا وبشكل دائم نستخدم التركس أيضاً للترحيل، وذلك وفق برنامج معد سابقاً وقد قمنا بحملات نظافة لمدة ثلاثة أيام وآخرها كان في حي السكنتوري وحالياً في أفاميا، إضافة إلى قيامنا بشطف الكورنيش الغربي وشارع بغداد، كما ويتم بشكل دائم تسيير قلابات وتركسات في أماكن السكن الشعبي وهذا يشكل ضغطاً كبيراً علينا وخاصة في مناطق العشوائيات.
ونوه قصيري إلى أن المواطن أيضاً غير ملتزم بمواعيد رمي القمامة والذي حدد ما بين 7 -10 مساءً، وهذا ما يؤدي إلى وجود القمامة بشكل دائم وهو ما يظهرنا بمظهر المقصرين، علماً بأننا نقوم بعملنا بكل طاقتنا المتاحة، إضافة إلى حملة توعية من قبل وزارة الإدارة المحلية بالتعاون بين مديرية النظافة واتحاد شبيبة الثورة استهدفت عدة أحياء ألقيت فيها محاضرات حول النظافة ولقاءات مع مواطنين.
هذا وقد بدأت مديرية النظافة بالرش الدوري للمبيدات الحشرية لمكافحة الحشرات والقوارض وفق برنامج محدد مسبقاً حيث يتم في الأسبوع الأول من كل شهر رش رذاذي إضافة لمعالجة شكاوى جميع الأخوة المواطنين.
بتوجيهات من السيد محافظ اللاذقية ومتابعة رئيس مجلس المدينة يتم تنفيذ حملات نظافة شهرية بدعم من آليات شركات ومؤسسات القطاع العام وذلك بغية تحسين الواقع الخدمي في جميع أنحاء المدينة.
ونوّه قصيري إلى أن المديرية بما فيها من عمال يبذلون أقصى جهدهم في ترحيل القمامة وتفريغ الحوايا بمعدل مرتين في اليوم وقد تصل إلى ثلاث مرات في الأماكن المكتظة بالسكان ،مشيراً إلى تسيير دوريات يومية تقوم بتنظيم ضبوط بحق المخالفين برمي القمامة حسب القانون /49/ لعام 2004 حيث تم تنظيم حوالي /450/ ضبط مخالفة و /700/ إنذار.
وأما حول وضع الحوايا وتنظيفها فقال قصيري بأن صهاريج المياه تقوم بغسل الحوايا البالغ عددها بين /1200 -1300/ حاوية موزعة على أنحاء المدينة وضواحيها.
وفي الجانب المتعلق بزيادة عدد عمال النظافة وتحسين أوضاعهم أشار قصيري إلى قيام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتشغيل /30/ عامل نظافة في أحياء المدينة /الصليبة – قنينص – حارة علي جمال/ وذلك كدعم للقطاع العام ولتحسين واقع النظافة مبيناً أن الفترة القادمة ستشهد رفد المديرية بعمال جدد من الناجحين في الاختبار الذي أجراه مجلس مدينة اللاذقية لتعيين عمال للقطاع العام من أجل رفد قطاع النظافة وذلك لتحسين الواقع الخدمي في مجال النظافة والذي يتطلب جهداً أكبر نظراً للزيادة الملحوظة في عدد سكان المحافظة.
وأشار قصيري إلى أن عمال النظافة يتقاضون تعويضات تتضمن وجبة غذائية مقدارها /30/ ل0س على كل يوم عمل فعلي وأنه تم منحهم مكافأة من قبل وزارة الإدارة المحلية قبل عيد الفطر المنصرم وذلك تقديراً لجهودهم المبذولة علماً أنه يتم بشكل دائم دعم هؤلاء العمال بالمكافآت المالية بشكل دوري وتكريمهم، أما بالنسبة لطبابتهم فتتم عبر الدائرة الصحية، مديرية المهن والشؤون الصحية التي تعطيهم الأدوية اللازمة لهم علماً لم يتم تشميل هؤلاء العمال بالتأمين الصحي وهو الموضوع الذي لا زال قيد الدراسة، وأضاف بأن طبيعة عمل العمال كانت 100 % وخفضت إلى 58% للعمل النهاري و 75% للعمل الليلي.

أميرة منصور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار