الوحدة : 26-6-2024
في حوار مع الكاتب السوري مهند العاقوص، أجرته شيماء مصطفى، في مجلة نقد حول الكتابة والطفل، والذي ذكرت في مقدمته بأن حوارها معه اتسم بالشفافية، إذ انبثق عن كاتب متمرس، تخترق نصوصه قلوب الأطفال، وتشبع فضولهم المعرفي واحتياجاتهم الوجدانية.
وحول سؤاله عن دعم دور النشر لكاتب الأطفال؟ أجاب الكاتب: من يؤمن بنفسه سيؤمن به الآخرون ولو بعد حين، الطريق نحو إثبات الذات طويلة وتمر بمراحل يتوجب على الكاتب أن يتحلى بها بالصبر، فإن كان صاحب مشروع ورؤية تجديدية ستفتح له الأبواب وسيستمر.
في بداياتي هناك دور أعطتني الفرصة مشكورة وبعد ذلك أثبت نفسي ففتحت لي دور النشر أبوابها. كل طريق فيها صخور لكن خيط الماء الصافي المتدفق المستمر يفتت الصخور ويمهد الطريق.
وتابع الكاتب بالقول بأن الكتابة للطفل هي مهمة كبيرة يستمر فيها من شفت روحه وصفا قلبه فأبصر الحقائق بخيال طفل وفكر شيخ حكيم.
وعن نظرة الطفل لكاتب الأطفال، رد الكاتب العاقوص بأنه للأسف يكاد الطفل لا يعرف كاتب الأطفال إلا ما ندر، يعيش كاتب الأطفال في الظل لأن جمهوره صامت رغم أن كتب الأطفال هي الأكثر مبيعاً في الوطن العربي. رأيت بعض التجارب الفردية الناجحة في بعض المؤسسات التعليمية التي تطلب من تلاميذها البحث عن كاتب معين ومن ثم عقد جلسة حوار معه ووجدت هذه التجارب ناجحة تقدم الكاتب كبطل مجهول. لكن أحيانا يتم الخلط بين الحكواتي والكاتب فتضيع على المتلقي الطفل فرصة الاستماع لتجربة نجاح حقيقية واقتصار دور الكاتب على سرد قصة ما. لكاتب أدب الأطفال دور تنويري يظهر بالحديث عن تجربته أحياناً.
وحول كيفية خلق قنوات اتصال بينه وبين الطفل، أجاب الكاتب بأن
الأطفال ليسوا واحداً، إنهم أذواق وميول واتجاهات، وأحد أهم أدواتي في التواصل معهم هو التنوع والتنويع في أشكال الكتابة وأساليبها، فأكون جاداً أو مرحاً ، خياليّاً أو واقعيّاً، كلاسيكيّاً أو محدثاً ، علميّاً أو أدبيّاً ، كما أكتب في القصة والشعر والرواية والمسرح والسيناريو وأسعى لمخاطبة العقل والعاطفة واستثارة الحواس والخيال والتفكير الفلسفي أو المنطقي الإبداعي عبر خلق تساؤلات.
الجدير بالذكر أنه للكاتب العاقوص
أكثر من 400 كتاب، نال بعضها شهرة كبيرة مثل كتاب بائع الأحلام الذي يعتبر من الكتب الأكثر مبيعاً في الشرق الأوسط، وكتاب ياسمين وزهرة دوار الشمس، ورواية عندما يضحك الأسود وكتاب بائع الحكايات وكتاب ماذا يوجد في رأسي وغيرها الكثير…
فدوى مقوص