دور التســــــــويق الســـــــياحي في الصناعـــــــــة الســــــياحية الداخــــــلية

العدد: 9377

1-7-2019

ذكر الدكتور أحمد السكري مدرّس في كلية الاقتصاد بجامعة تشرين – قسم إدارة الأعمال اختصاص الدعاية والإعلان السياحي قبل الحديث عن أهمية التسويق السياحي لابد من الإشارة إلى أن عام 2010 أخذت سورية مكانة جيدة على سلم السياحة العالمية حيث وصل عدد السياح إلى أكثر من أربعة ملايين سائحاً مبيناً أنه نتيجة الحرب الإرهابية الممنهجة على وطننا تعرّض القطاع السياحي إلى نكسة كبيرة وريثما يستعيد النشاط السياحي الخارجي ألقه تبرز أهمية السياحة الداخلية كرديف أساسي للسياحة الخارجية وليس كبديل والمقصود بالسياحة الداخلية هي نشاط سياحي داخل نفس البلد يتم من طرف سكانه المحليين بتغيير مكان إقامتهم بغرض السياحة بحيث يقطعون مسافة ثمانين كيلو متراً على الأقل من منزلهم أو مكان إقامتهم داخل حدود البلد نفسه وفي مدة لا تقل عن 24 ساعة ولا تتجاوز حدود السنة مع العودة إلى مقر إقامتهم الأصلية.
إن السياحة المحلية تعتبر رديفاً هاماً للسياحة الخارجية فهي تعوض أي نقص في عدد الوافدين من السياح الأجانب القادمين من الخارج والتسويق السياحي هو التنفيذ العلمي والمنسق لسياسة الأعمال من قبل المشاريع السياحية سواءً كانت خاصة أو عامة على مستوى محلي أو إقليمي أو عالمي بفرض تحقيق الإشباع لمجموعات المستهلكين.

إن الوصول إلى السائح وتحقيق رضاه يبقى الهدف المنظم والمنشود وبالتالي يتوجب الاهتمام بالنشاط التسويقي السياحي وإن نجاح أي عمل سياحي يرتبط أساساً بدراسة البيئة ومكوناتها.
فالتسويق فن قديم وعلم حديث لحق بجميع جوانب الحياة البشرية كافة والتسويق هو مرحلة مهمة في العملية الإنتاجية السياحية والتي تتم بين طرفين هما المكان السياحي و السائح إذن يعتبر التسويق السياحي عاملاً أساسياً لتحقيق التنمية السياحية نظراً لما يقوم به من أدوار هامة على صعيد عمليات التنشيط والترويج السياحيين والإسهام في زيادة الرغبة وإثارة الدافع لدى السائح لاستهلاك المنتج السياحي وبالتالي توسيع السوق السياحية وجذب أكبر عدد ممكن من طالبي هذه الخدمات.
مضيفاً أن التسويق السياحي يتحقق عبر الاهتمام بعناصر المزيج التسويقي أبرزها المنتج – الترويج- التسعير- والتوزيع مبيناً أنه بالإمكان النهوض بالسياحة الداخلية من خلال إيلاء عناصر المزيج التسويقي السياحي الأهمية المطلوبة فعلى الصعيد المنتج أو الخدمة السياحية تتوفر في ساحلنا الكثير من المناطق والمؤثرات الجذب السياحي كالمطاعم والفنادق والقلاع والحصون والكنائس والجوامع والمقامات والمسارح والشواطئ والمناظر الخلابة وغيرها وفيما يتعلق بالترويج فأنه يجب إعطاء أهمية أكبر لموضوع الترويج السياحي من خلال إعداد وتنفيذ الحملات الدعائية الوطنية لمنتجنا السياحي واتباع سياسة إعلانية مبتكرة خاصة بعرض الخدمات والمنتجات السياحية الموجودة بطريقة تسهم في جذب السائح المحلي ودفعه باتجاه طلبها وتجريبها وعلى صعيد التسعير.
نجد إن العديد من المنتجات والخدمات السياحية المتاحة حالياً لا تزال بعيدة عن متناول المواطن العادي الذي يمتلك قدرة شرائية ضعيفة بالمقارنة مع دخله الأمر يعيق إمكانية شرائه للعديد من الخدمات السياحية لذا نقترح تخفيض الأسعار وإجراء تخفيضات موسمية ملموسة وجدية بحيث تنعكس على تنشيط الطلب كما نقترح تقديم قرض للمواطن يسمى القرض السياحي على غرار العديد من أنواع القروض الأخرى وإسوة بالدول العالمية السياحية وبالنسبة لعنصر التوزيع يجب أن يراعي التسويق السياحي المحلي نقطة هامة ألا وهي ضرورة توزيع الخدمات والمنتجات السياحية بين الريف والمدينة والابتعاد عن تمركزها في المدينة مشيراً إلى أهمية السياحة الداخلية على مستوى الريف نظراً لأهميتها في إيجاد فرص عمل للوافدين إلى سوق العمل والحد من الهجرة من الريف إلى المدينة إضافة لإعادة توزيع الثروة بشكل عادل بين الريف والمدينة والتعرف على تراث المنطقة وإحياء الصناعات الفلكلورية والتراثية.
الإجراءات المتخذة من قبل وزارة السياحة:
بيّن مدير السياحة باللاذقية المهندس ياسر دواي أن وزارة السياحة تعمل على الترويج لمواقع الجذب السياحي من خلال مجموعة كبيرة من الفعاليات والبرامج الإعلامية والترويجية والاشتراك بالمعارض السياحية العالمية والتي كان لاسم سورية فيها دوراً كبيراً في عملية الاستقدام السياحي الأجنبي والعربي إلى سورية حيث يمثل الجناح السوري في المعارض التي تشتهر بها وزارة السياحة بما تمثله من مؤسسات سياحية وفنادق وحرفيين يقدمون الإبداعات السورية في مجال الحرف التقليدية والغرف الفنية التي تقدم التراث السوري وسواها من الفعاليات الأخرى وبرامج العرض والمؤتمرات فرصة ذات أهمية كبيرة للتعريف بالسياحة والثقافة السورية إلى زائرين هذه المعارض.
والتي تعتبر بوابة الاتصال الرئيسية مع السواح الراغبين بالزيارة إلى هذه البلدات وبالتالي تعتبر المشاركة السورية في هذه المعارض والفعاليات الخارجية ذات قيمة وفعالة جداً للقدوم السياحي الأجنبي والعربي إلى سورية.
مشيراً إلى أهمية السياحة الداخلية والمحلية على الاقتصاد الوطني فهي تساهم بمردود هام جداً على صعيد الناتج والدخل القومي مبيناً بأن القطاع السياحي شهد بالسنوات ما قبل الحرب قفزة كبيرة وصل إلى حوالي 12% كرافد لميزانية الدولة وتحويلها مثل الإيرادات التي تحصل عليها الحكومة من المنشآت السياحية التابعة أو المملوكة لها أو من خلال إيرادات الحكومة الآتية من حصتها في القطاع السياحي المختلط أو حتى عن طريق الضرائب المفروضة على النشاط السياحي المحلي،
مضيفاً نأمل في الفترة القادمة بعد الانتصارات الكبيرة التي يحققها جيشنا العربي السوري على الإرهاب وعودة الأمن والأمان لجميع البقاع على الخارطة الوطنية لأن تأخذ السياحة الداخلية دورها الريادي حيث مثلت الحضارة السورية إشعاعاً ومركزاً لتلاقي الحضارة العالمية.

يسرا أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار