الوحدة:13-6-2024
صدمنا أمس برؤية طفل حديث الولادة (ابن أيام) على يد والدته التي تعيش منذ ولادتها في حديقة الباسل كما يقول بعض مرتادي الحديقة بطرطوس !! وهو الطفل الثاني لها بلا أوراق ولا وجود رسمي، الأم كانت حذرة جداً ولا ترغب في الحديث معنا، وجارتها أم الولدين الآخرين تحاول مساعدتها في العناية بالطفل الذي شاءت الأقدار أن يولد رغم كل الظروف، وأمام هذا المشهد الغريب ومفارقات الحياة بين من ينجب طفلاً بسهولة ومن يقضي حياته عقيماً وهو بظروف طبيعية ومناسبة منطقياً لولادة وتربية طفل وقفنا عاجزين عن المساعدة أو اقتراح الحلول المناسبة بخاصة في ظل غياب أي مراكز متخصصة في المحافظة لإيواء ومساعدة النساء المشردات والأطفال على الرغم من الشعارات البراقة للمنظمات الدولية والهيئات المتخصصة بالأسرة والتي تتغنى بحقوق المرأة والطفل، فيما نشير أنها ليست المرة الأولى التي نكتب فيها عن هذه الحالة الفاقعة أمام مبنى محافظة طرطوس وقيادة الشرطة، وحينها كان رد الشؤون الاجتماعية بضرورة تحرك الشرطة بداية لضبط الحالة ومن ثم تحويلهم للشؤون، وهو ما لم يحصل، في حين يظهر واضحاً للعيان أن هؤلاء النسوة لا يرغبن بالرحيل ولا بتغيير وضعهن على ما يبدو، وهن يعشن برضى في واقعهن العبثي غير عابئات بكل ما يجري في العالم، يأكلن مما قد يحصلن عليه من مساعدات من المارة ولا يردن أن يزعجهن أحد، وأمام كل ما تقدم برأيكم ما هو الحل المناسب لمثل هكذا حالات؟ وهل من الأفضل بنظركم أن ننساهن ونكتفي بتركهن في عالمهن وكأنهن غير مرئيات؟
هو موضوع نضعه مجدداً أمام الجهات المعنية والمختصة آملين النظرة الإنسانية والمعالجة.
رنا الحمدان