الوحدة 12-10-2024
وهم على أهبة الاستعداد لوداع امتحانات أطاحت بالآمال من خلال بطشها وظلمها رغم كل السهر، والدراسة، والتوقعات من كبار الأساتذة وجهابذة المدرسين، وبعد انتظار طال على عتبات المدارس، وخلف حيطانها وعلى مفارق الطرقات من الأهالي المعذبين الذين قاموا وقعدوا على أوتار عزف الأسئلة ووقعها على العقل وذاكرة الأبناء لتغسلها دموع انجرفت بأوجاع.
أم سائر تؤكد على أن امتحان ابنها جعفر اليوم ليس كمثله امتحان تقول: أخواه اللذان قدما الامتحانات في العام الماضي وما قبله لم تكن معاناتهما كما جعفر من ظلم في الأسئلة وصعوبتها، وقد دخلا التحضيرية بكل سهولة ، وجعفر كنت أحسبه أذكى منهما وقد تعب جداً في الدراسة والتحضير ولطالما كنت أدعوه ليرتاح قليلاً وينام، فقد أرهق نفسه، ومع هذا خرج من مادة الرياضيات والدموع تغسل وجهه، لينفطر قلبي وأنا أقول: لا تحزن لديك التكميلية.
تالا طالبة شهادة علمية أشارت بأنها كانت تأمل دخول الامتحانات والخروج منها بسهولة وحلمها الصيدلة، حيث أكدت أنها اليوم كتبت والعلامة التامة من نصيبها في الانكليزي، لكن في الرياضيات صعقت من الأسئلة ولم تتابع في الأجوبة بل كفت يدها عن الكتابة بعد أن كانت تكتب في السؤال الخامس وشعرت بأن نتائجها غريبة فلم تتابع فيها، وهي تحب الرياضيات جداً لهذا لن يثنيها شيء عن رغبتها اليوم بدخول قسم الرياضيات في الجامعة.
السيدة سامية لديها ابنة شهادة تاسع والأخرى شهادة بكالوريا تقول: كل يوم امتحان، لنا موعد على أبواب المدارس يوم في القرية ويوم في المدينة، يوم نفرح لفرحهما والإصابة بالأجوبة ويوم بالإخفاق، إن هذه الامتحانات ظالمة، ولم نسمع بمثلها في الأعوام السابقة، حيث حصدت النتائج الجيدة بسهولة واليوم سالكة بصعوبة والشاطر ينجح.
نوار شهادة تاسع أشار بأن الأسئلة تفاجأ بها كما أساتذته، في الفرنسي والعلوم لكنه سينجح، ووالدته التي استقبلته على باب المدرسة ترد عليه لا تحزن المهم أن تدخل الثانوية العامة ولا أريد العلامات التامة، دعها للذين ينقلون ويغشون.
هدى سلوم