الوحدة :9-6-2024
عاجَلنا الصيف بحرارته اللاهبة التي فاقت درجاته الحد المعتاد، وجميعنا اختبر ويختبر مع كل يوم يمر به الحرّ الشديد الذي يؤثر على جميع مناحي حياتنا الشخصية، بدءاً بعدم تحمله والحالة النفسية السيئة التي ترافقنا بضغط وألم رأس وضيق تنفس وتعرّق، وصولاً لسوء التفكير والتصرف، مروراً بتلف جميع أصناف الخضار والفواكه واللحوم وغيرها إن توفرت، سواء بالمحال أو في منازلنا في ظل انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، ولكن قد نتحمل ما سبق تبعاً للاعتياد الذي فُرض علينا لسنين وتعايشنا معه، أما ما نعجز عن تحمله وتقبله هو ما يُفترض أن يكون من المسلمات وأهمها توفر مياه الشرب للجميع ووصولها بشكل مستمر، وبشكل غير مسموح به أن يفرغ خزان أي منزل، وهذا ما نواجهه بكل أسف، حيث تتعالى أصوات المواطنين من غالبية المناطق مطالبة بتأمين المياه، ولتبقى هذه القضية رقم واحد بالأولوية.
الأمر الثاني الذي لا يُساوَم عليه هو موضوع النظافة والانتشار الكبير لتجمعات القمامة في أغلب الأحياء والشوارع لتتقيأ الحوايا فائض المخلفات على جوانبها بشكل مقزز من الروائح المزعجة جراء الحرارة المرتفعة، وما تسببه من تفاعلات تزيد من خطر محدق بأمراض على قائمة الانتظار لتنهش الجوار.
والمشكلة الثالثة التي هي من نتاج الأمر الثاني آنف الذكر من قمامة وحرارة مرتفعة تظهر لتؤرق الجميع، وهي انتشار الحشرات الطائرة والزاحفة والقوارض، ما يزيد المعاناة في هذا الصيف اللاهب بامتياز.
لا تتوقف المناشدات والشكاوى التي تتحدث عما سردنا ووصّفنا أعلاه، ومع محاولاتنا الدائمة لنقل الصورة للجهات المعنية التي وبكل أمانة تتجاوب معنا، ولكن حسب الإمكانيات المتاحة.
لن نبخس حق كل جهة تتعاون وتعمل بكل شفافية وإنسانية وجهد، ولكن مع ضعف الإمكانيات المتاحة توضع العصي بالعجلات وتعرقل المسير، وهنا وجب على الجهات المعنية البحث عن سبل جدية لتأمين الإمكانيات وإتاحتها، وهذا من صلب عملها، فالمواطن يدفع ما عليه، وعليكم توفير ثمن ما يدفع، وبناءً عليه: اخلقوا الإمكانيات.
ميساء رزق