أحلام العودة هل تُقرع؟!

الوحدة:9-6-2024

للوهلة الأولى وعلى وقع الدخول إلى أحلام الأيام الذهبية، وبعد عراكٍ ضارٍ طويل مع سُبل البقاء، يتزاحم في المخيّلة تفكير وشعور غريب بأن الأوضاع بالعموم ذاهبة إلى انفراج حتمي، مع العلم أن هذا الشعور يرافقه كتيبة كاملة من الأحلام، مُدجّجة بعقبات وصعوبات على مستوى الحياة الطبيعية.
لكن على أرض الواقع هناك مواجهة عنيفة بين مُتلازمتي الهروب والصُمود، وهذه الأولى (الهُروب) جرى تنفيذها على مستويات واسعة من أبناء المجتمع وشرائحه المتعدّدة، تمثّلت عند البعض بعمليات سفر عربي أو غربي سهل، وأخرى تصرّف أصحابها ببيع مُقتنيات ثمينة أو أملاك شخصية كعقار أو سيارة وغيرها، وبطبيعة الحال قد يكون الحظ والتوفيق في تلك الغربة هو الحكم في البقاء، وقد يكون عكس ذلك، وبالتالي العودة بخفّي حُنين، وعندها تتساوى الأقدار مع صُفوف الباقين .. أمّا أصحاب هيكل الصُمود، فهم يعيشون على (الأمل) بقناعة تامّة، حتى ولو كانوا ميسوري الحال، يرافقهم أقرانهم من الذين لا حيلة لديهم، ولا يمتلكون ناصية الهروب والابتعاد، يُجاهرون جميعهم وأمام العلن بأنهم لن يغادروا مرباهم حتى ولو تناولوا التراب، مؤكّدين أن هذه الغيمة لا بُد وأن تنقشع ولو بعد حين، وهنا تكمن قيمة العيش على الأمل وعودة الأوضاع.. لكن تلك الأفكار تتصارع على الدوام ببعض الحالات السلبية المحقة تتمثّل بالبحث عن سُبل العيش اليومي الكريم، وفقدان بعض المتلازمات وصعوبة تأمينها.
‏لكن قمّة الألم نجده عند اليافعين وصغار السنّ من الذين وطّنوا آمالهم عند سفر موعود، واستوردوا تطلعات الغير، وباتوا يعيشون على هذا الأمل وهم في ريعان الدراسة والتعليم، وكأنّهم فقدوا الثقة بحاضرهم المُتعب .. لتبقى ذكريات الأيام الجميلة راسخة حتى ولو مضى من العمر دهر، وقضى أصحابها إلى المستطيل الأبدي.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار