القاص و الروائي محمود علي محمد حسن في ذمة الله

الوحدة:9-6-2024

قالها بثقة محببة رداً على تعريفي بنفسي بالاسم الكامل، وقد اتسعت ابتسامته لتغطي مساحة وجهه كلها، وهو يمد يده ليسلم على القاصة الشابة المزهوة برصيدها من الإنجازات التي حققتها في عمر فتي.
إذاً أنت (نور نديم عمران)، أصغر كاتبة في العمر نشرت في زاويتي (استراحة كاتب) و (وقال البحر) في صحيفة الوحدة.
أومأت برأسي بالزهو ذاته، وأنا أتأمل صاحب (الماركت) الذي اعتدت المرور على محله لشراء بعض الحاجيات في أثناء ذهابي إلى أو عودتي من الجامعة في أواخر التسعينيات، ليشدني منظره الدائم وهو يقرأ في كتاب ما كلما قصدته، كما شدني مارأيته في دكانه من تجمعات رجالات الثقافة الذين عرفتهم في الأمسيات والندوات الأدبية التي كنت أشارك فيها في المراكز الثقافية مابين محافظتي اللاذقية وطرطوس، فاستفسرت عن شخصه، وأبهجتني معرفتي بأنه القاص والروائي الذي أحتفظ ببعض مجموعاته في مكتبتي.
أمضيت سنتي الأولى، وقسماً كبيراً من السنة الجامعية الثانية وأنا أتردد لزيارته، أعرض عليه قصصي وأستمتع بآرائه وأعرض آرائي، احتفظت بتعليقاته بخط يده بقلم رصاص على العديد من المخطوطات الأولى لمجموعاتي…
دعاني إلى مهرجان (الملاجة) الأدبي، أهداني بعض قصصه…. أهديته مجموعتي الأولى (أحلام نور)…
وحين انتقلتُ للعيش خارج المحافظة عام ٢٠٠٠م، وضع بين يدي بضع مقالات كان قد نشرها في الصحف وفي مجلة المعرفة.. ومجموعة (موت العم حامد) قائلاً: آمل ألا تموت حماستك للكتابة يوماً، وألا تفقدي إيمانك بالحرف لتكوني قادرة على تحقيق أحلامك.
لعل (موت العم محمود) لم يكن مفاجئاً، لكنه محزن جداً، وأشبه (باعترافات ميت) و (بكاء على جدار الزمن الميت)، إنه (اغتصاب) لهذا (العالم بالألوان)…
أتراه (يترك عمراً ويبدأ آخر)…
لقد رحل محمود حسن عن عالمنا، تاركاً إرثاً كبيراً لأحبته وأصدقائه الذين عاش بينهم ما يناهز الـ 86 عاماً، عرفه الوسط الثقافي من خلال كتابته في العديد من الأجناس الأدبية.
وهو عضو جمعية القصة في اتحاد الكتاب العرب، حاز على العديد من الأوسمة والجوائز الإبداعية مثل جائزة الشهيد ماجد أبو شرار، وجائزة البعث للقصة الوثائقية، وجائزة البعث للقصة القصيرة، له عدد كبير من الإصدارات في القصة والرواية.
ومن كتب الراحل: (موت العم حامد) قصص 1993، (الأشباح) قصص 2004، رواية الاغتصاب 2004، ومسرحية التركة عام 1985 وغيرها.
للفقيد الرحمة ولذويه الصبر والسلوان.

 

نور نديم عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار