على طــــــــريق إعــــادة الإعمـــــار «22» متى توضــــع الاســــــــــتثمارات الســــــــياحية على الســــــكة الصحيـــــــحة

العدد: 9376

 الأحد-30-6-2019

 

 

تعتبر السياحة من أهم مصادر الدخل التي تسعى الدول إلى تنميتها بمختلف أنواعها، ولطالما اعتبرت سورية واحدة من البلدان السياحية الهامة على مر الأزمان، ولكننا لا نتكلم هنا عن الأزمة السياحية التي يمر بها القطاع السياحي منذ سنوات وإنما نتحدث عن السياحة الداخلية التي من شأنها تعزيزها وفق شروط وضوابط لكونها أحد أهم مقومات جذب المقيمين الذين يرغبون في التعرف على مناطقهم الجميلة، لذلك ما يندرج على عاتق المعنيين تقوية السياحة الداخلية بعروض يوفرها القطاع السياحي وبأسعار مقبولة تتضمن مصاريف النقل والخدمات وفق أسس وضوابط..

كيـــــــف ترتقي الســـــــياحة الداخليـــــــة إلى مســـــــتوى ما تمتـــــــلكه من مقومـــــــات؟

ماهية السياحة الداخلية
ولمعرفة ماهية السياحة الداخلية وكيفية تنشيطها والتعرف على واقعها توجهنا إلى أحد المقامات الدينية وكانت كافة الأحاديث والآراء من قبل المواطنين مقتضبة إذ الأموال المادية لا يمكن أن تتناسب مع أي شيء اسمه السياحة الداخلية ولكن من الواجب على الأهل تنزيه أولادهم ولو بيوم واحد في الأسبوع.
تقول السيدة بشرى علوني: السياحة بشكل عام تعد من الأنشطة الحضارية والثقافية والاقتصادية، واليوم وبظل الأحداث تعتبر السياحة الداخلية من أهم أنواع السياحة وطبعاً للسياحة أنواع عدة تندرج تحت تعريفها الشامل التعرف على المعالم والآثار، فالكثير من العائلات في المحافظة يقصدون السياحة الداخلية كالذهاب إلى البحر والشاطئ والسدود كسد 16 تشرين والذي له طبيعة خلابة جميلة يؤمه الكثير من السياح من كافة المحافظات، وتتميز مناطقنا بشكل عام بتنوع حضاري كبير يؤهلها لتكون من أهم محطات السياحة الدينية حيث تباين الحضارات والعصور شكل خلفية حضارية متنوعة للأديان السماوية.
وبدوره أكد ناصيف المعلم: لابد للقطاع السياحي أن يقوم بما يندرج على عاتقه بتنمية السياحة الداخلية والدينية وخاصة بظل الظروف الحالية لأن المواطن بحاجة إلى التمتع بالمناظر الطبيعية التي تخفف من ضغط الحياة اليومية، ففي مناطقنا مؤهلات كثيرة للسياحة الداخلية والدينية فهي منارة للجميع وقبلة للدعاء كما يوجد العديد من المساجد التي لها علاقة وصلة وثيقة بالتاريخ ولاشك في أن السنوات الأخيرة شهدت بروزاً ملحوظاً للسياحة الداخلية وعلى رأسها السياحة الدينية التي حظيت بإقبال ملحوظ وخاصة أيام العطل والأعياد والمناسبات.
وبما يستلزم الحديث عن مستوى الخدمات والترويج نوه حسن دياب: لابد من رسم الخطوط الصحيحة للسياحة الداخلية لأنه مع عدم وجود مقومات لهذه السياحة الهامة تبقى خارج سرب السياحة العامة، ونحن ندعو جهات القطاع السياحي تنظيم هذه السياحة والترويج لها بهدف تشجيعها والتعرف على كافة المواقع السياحية التي يجهلها الكثير منا، وأعتبر بأن الدعايات الإعلامية والتواصل الاجتماعي والإعلام يلعبون دوراً هاماً وخاصة أن بلادنا لها واقع سياحي، ولماذا لا يتم إلقاء الضوء على الأماكن التي يهمنا إبرازها وتؤسس لمراحل جديدة بظل الظروف الحالية لذلك يجب تعميم ثقافة السياحة الداخلية من خلال إبراز الصورة الإيجابية عليها بكافة الطرق.

 

ثم توجهنا إلى أحد شواطئ المدينة والتقينا شريحة من المرتادين فقد تحدثت السيدة فتاة أحمد: السياحة بمفهومها العام والواسع فكرة جيدة فهي تختلف باختلاف الظروف والأحوال المادية والأماكن التي نقصدها، وبشكل عام قلت السياحة الداخلية لعدة عوامل جوهرية كصعوبة المعيشة وغلاء الأسعار وارتفاع أجور النقل وكل ماله علاقة بهذا القطاع، واليوم الكثير من العائلات تقوم بزيارة أماكن معنية ذات أهمية دينية أو تاريخية أو طبيعية، وقد تكون الوجهة البحر وتكون هذه الوجهة لمناطق قريبة مؤمنة عليها المواصلات، فهذه السياحة تساعد على تحسين الصحة بشكل عام وتحسين مزاج الإنسان إذ تساعد على نسيان المشاكل التي نعاني منها، ولكن اليوم لا توجد أي مقومات للسياحة فقد أصبحت تجارة وتشكل عبئاً كبيراً على رب الأسرة.
وأيضاً حدثنا غياث علي: مناطقنا غنية جداً بمقومات السياحة التي يمكن أن تستثمر كالمناطق الجبلية ذات الأجواء الجميلة والآثار والسواحل والأنهار والمزارات الدينية وكافة المعالم الداخلية التي لها وقع هام على السياحة والسياح حيث تعتبر السياحة الداخلية قضاءً للوقت خارج المنزل من أجل الحصول على الترفيه والمتعة، فهناك العديد من الطرق التي يتم بها قضاء العطل الصيفية والإجازات وتختلف من شخص لآخر ومن عائلة لأخرى حسب القدرة المادية لكل منها فهي تساهم في تحديد الوجهة فهناك من يلتزم البيت والآخر يتنزه بالحدائق العامة ومنهم من يفكر بقضاء العطلة في القرية، وهناك من يفكر في السياحة الداخلية أو الدينية بهدف الخروج من روتين العمل والحياة اليومية.
أنواع السياحة الداخلية ومقوماتها
وحول أنواع السياحة الداخلية ومقوماتها التقينا المهندس فراس وردي رئيس دائرة الترويج السياحي في مديرية سياحة اللاذقية الذي حدثنا الآتي:
أنواع السياحة في محافظة اللاذقية كثيرة ومختلفة نظراً لتنوع مواقع الجذب السياحي في المحافظة، وهي تنقسم إلى أقسام رئيسية وفق الشرائح التسويقية القاصدة لهذه المواقع ويعتبر أهمها السياحة الشاطئية والبحرية والسياحة الجبلية والريفية.
السياحة الشاطئية البحرية
تتميز محافظة اللاذقية بالشواطئ الرملية مثل منطقة (الشاطئ الأزرق، وادي قنديل – البسيط .. إلخ) والشواطئ الصخرية والخلجان مثل الصخور البيضاء في الشبطلية وبرج إسلام والتي تعد من أجمل الشواطئ البحرية في العالم لنقاء وصفاء المياه البحرية فيها.
سياحة البحيرات
ومنها بحيرة 16 تشرين أو ما يعرف بالبحيرات السبع حيث تنتشر السياحة من مختلف الدرجات عليها وتعتبر مقصداً سياحياً من مختلف شرائح المجتمع وبحيرة بللوران وبحيرة السفرقية.
سياحة المحميات والغابات الطبيعية
حيث تعتبر هذه السياحة مقصداً وسوقاً تسويقية لشريحة كبيرة من السواح وخصوصاً في أوروبا وآسيا والدول العربية والسياحة الداخلية التي تعرف بسياحة (الايكو توريزم) وتعمل حالياً وزارة السياحة مديرية سياحة اللاذقية على طرح مواقع سياحية طبيعية تعتبر تنافسية على مستوى العالم والمنطقة ومنها طرح منطقة جوبة الربند قرب مقامات بني هاشم شرق القرداحة كأول منتزه وطني جيولوجي على مستوى المنطقة.
السياحة الريفية
يعتبر ريف اللاذقية نموذجاً متفرداً في مجال السياحة الريفية ومنافساً للدول المجاورة بارتفاع قيمة مواقع الجذب الموجودة فيه وأنواعها، حيث أطلقت وزارة السياحة في الفترة القريبة الماضية مشروع القرى الحالمة وكانت قرية المنيزلة في ريف جبلة نموذجاً رائداً في هذا المجال وستعمل وزارة السياحة مع الوزارات الأخرى المعنية ومحافظة اللاذقية على تنميته وتطويره وفق نموذج الايكوتوريزم المناسب لطبيعة هذه السياحة التي تصل بين القرية ورؤوس الجبال المجاورة وسهل الغاب حيث تعمل الوزارة حالياً مديرية سياحة اللاذقية على تكريس نموذج ما يعرف بمشروع بيت العائلة الذي يهدف إلى تسليط الضوء على نموذج الارتياد والإقامة الريفية والعيش في جو الطبيعة القديم لكل مفرداته الإقامة – الإطعام أسلوب العيش أي الاستمتاع بالحياة الطبيعية الريفية القديمة في الساحل السوري وتراثه الحي، حيث أن هذه التجربة تعتبر رائدة وذات قيمة عالية في مجال السياحة في سورية والمنطقة المجاورة حيث تقوم المديرية بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية في المحافظة لتسليط الضوء على هذه التجربة في قرية المنيزلة وتطويرها بحيث تصبح مقصداً سياحياً ريفياً تراثياً بامتياز.
وأضاف م. وردي: بدأت مديرية السياحة منذ عدة سنوات بإطلاق أيام السياحة الريفية في قرى الساحل السوري وخصوصاً على مسار القلاع الجبلي وهو المسار الذي يربط بين قلاع صلاح الدين، المهالبة، بني قحطان، المنيقة، حيث تتميز بغناها بمواقع الجذب السياحي المختلفة ومنها القلاع السابقة الذكر- المحميات الطبيعية مثل محمية الشوح والأرز قرب صلنفة، القرى التراثية الحالمة مثل (المنيزلة، الدالية، خرايب سالم، بطموش، بشيلي، سراج، دير ماما، إلخ) مواقع تقديم الموروث الشعبي في الساحل السوري مثل (زيت الخريج، السوركة، القريشة، البرغل بحمّص) ومنها منطقة وادي القلع المتميز بشلالاته الطبيعية وقلعة المنيقة والمطاعم الشعبية التي تقدم هذه المأكولات، ومنطقة الرامات في بيت ياشوط التي تتميز بمنشآتها السياحية والشعبية التي تقدم الموروث الشعبي في الساحل السوري، ومنطقة جوبة ربند السابقة الذكر التي تسعى لأن تكون أول منتزه جيولوجي وطني، مواقع الزيارة الدينية المتعددة على هذا المسار منها مقامات بني هاشم التي ترتفع أكثر من /1400م/ عن سطح البحر وتتميز بإطلالة ساحرة على سهل الغاب.
السياحة الشبابية
برز هذا القطاع السياحي في الفترة الأخيرة وخصوصاً أثناء المرحلة التي مرت بها سورية حيث كانت الشريحة الشابة هي الشريحة التي قدمت نفسها للشهادة وصانت تراب الوطن وانتصرت لسورية بجيشها وشعبها وقائدها الرئيس المفدى الدكتور بشار الأسد، حيث كانت المجموعات الوطنية التطوعية رافداً وداعماً للجيش العربي السوري وقامت بالكثير من الأنشطة والفعاليات وخصوصاً لأسر الشهداء وجرحى الجيش العربي السوري حيث تطور هذا النموذج في الفترة الأخيرة السابقة لإقامة الفعاليات السياحية في مواقع الجذب السياحي الشاطئي والريفي الجبلي وكان لشبكات التواصل الاجتماعي ومنها الشبكات الإعلامية المروجة لعمل وزارة السياحة ومديرية سياحة اللاذقية دور كبير في إبراز هذه المواقع وتسليط الضوء عليها وبالتالي استخدام أعداداً كبيرة من السيّاح من مختلف الشرائح العمرية إلى اللاذقية، ونخصّ بالذكر الفعاليات التي أقيمت في شاطئ وادي قنديل وبيت عانا والقرداحة وأدت إلى بروزها كمواقع سياحية شاطئية وجبلية رائدة في سورية، كما أدت إلى زيادة الاستثمارات السياحية في هذه المناطق ومنها وادي قنديل.
السياحة البحرية
التي كانت قد نشطت بشكل كبير جداً بين الأعوام /2004-2010/ وتميزت بقدوم السفن السياحية الكبيرة واليخوت السياحية في اللاذقية عبر ما عرف سابقاً بسياق شرق المتوسط لليخوت السياحية حيث تميزت السياحة البحرية وخصوصاً السفن السياحية بإطلاق ما عرف بسياحة التسوق التي يقوم بها القادمون على متن هذه السفن وهم من دول المتوسط ومنها (اليونان، قبرص، إيطاليا وسواها) حيث تمتاز البضائع السورية بجودة إنتاجها وأسعارها المنافسة ويقوم السوّاح القادمون على متن هذه السفن بجولات سياحية إلى مختلف مناطق سورية وليس فقط اللاذقية، على الرغم من قصر فترة المكوث في السفن واليخوت القادمة إلى اللاذقية.
السياحة الثقافية والأثرية
التي تعدّ مقصداً للسواح الداخليين ومن الدول العربية والسواح الأوروبيين حيث تنتشر في اللاذقية مواقع سياحية أثرية تعدّ من أهم مواقع الجذب الأثري على مستوى العالم وأهمها موقع أوغاريت الذي انطلقت منها الأبجدية الأولى وأول نوطة موسيقية في العالم، وقلعة صلاح الدين بالإضافة إلى المسرح الروماني في جبلة والذي أقيم عليه سابقاً مهرجان طريق الحرير التي تهدف إلى تكريس أن سورية بحضارتها وثقافتها وشعبها نقطة تلاقي الشرق والغرب وذلك في الأعوام 2007-2010 .
السياحة الرياضية
تمثل مدينة الأسد الرياضية ومهرجان المحبة مهرجان الباسل مركز استقطاب سياحي ورياضي شعبي وذلك منذ إنشائها واستضافة دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1987 حيث تعمل الحكومة السورية حالياً بكل مؤسساتها على استعادة تأهيلها وتطويرها على النحو الذي يحقق الاستثمار الرياضي والسياحي الأمثل لها، كما أقيم سابقاً في المحافظة مراحل (رالي اكتشف سورية) الذي نظمه نادي السيارات السوري الذي أقيم في منطقة القرداحة – جوبة برغال بعنوان (رالي نسمة جبل) كما تشهد المحافظة انتعاشاً في الرياضيات الشبابية ومنها )رالي عيش سورية) الذي أقيم منذ عدة سنوات وشارك أكثر من عشرة آلاف مشارك ومشاركة، كما تشهد المحافظة نمواً في سياحة الدراجات الهوائية وفعالياتها المختلفة، كما شكلت الشاشات الضخمة التي عدتها وزارة السياحة في الملاعب بمناسبة تصفيات كأس العالم وكأس آسيا استقطاباً شعبياً ضخماً وكان ملعب الباسل والصالات المغلقة في مدينة اللاذقية مركزاً له.
سياحة المغامرات والاستكشاف البيئي
تعدّ في الآونة الأخيرة من أهم السياحات ذات الاستقطاب الشبابي والشعبي في الساحل السوري في اللاذقية وانتشرت خصوصاً لدى المؤسسات السياحية المهتمة بالسياحة البيئية وسياحة المغامرات والتسلق الجبلي والمسير والتخييم حيث عبّر المشاركون فيها ودياناً عميقة بالإضافة إلى الوديان العميقة والينابيع والجبال والغابات.
سياحة الاصطياف الجبلي
تتميز بموقعين أساسيين لسياحة جبلية اصطيافية وهما صلنفة وكسب، وقد قامت وزارة السياحة في الفترة الماضية بالتحضير لإقامة مهرجانات في صلنفة وكسب تهدف إلى إبرازهما كأهم مواقع اصطيافية جبلية في سورية.
السياحة الدينية
تتميز المحافظة بقدم مواقع السياحة والزيارة الدينية منها المسيحية والإسلامية والتي تعدّ مقصداً سياحياً دينياً وشعبياً على نطاق واسع للقاصدين من المحافظة وعموم سورية ومنها مزار السيدة العذراء في خربة الجوزية وكنيسة مارتقلا في اللاذقية ومزار الشيخ أحمد قرفيص العالم والفيلسوف، جامع السلطان إبراهيم في جبلة، جامع مسعود بن هانئ في منطقة ابن هانئ على شاطئ اللاذقية، جامع المغربي في اللاذقية، كنيسة السيدة العذراء للروم الأرثوذكس في اللاذقية وكنيسة السيدة العذراء للأرمن وكنيسة دير توما قرب عرامو، ومزار الشيخ حيدر الضهر في معرين ومزار الشيخ حسن الدرسيني وسواه.
وعن المقاصد السياحية الدينية: أفاد م. وردي: السياحة الدينية هي التي تشجع العائلات على الخروج من جولات داخلية بقصد زيارة المقامات الروحية التي تنتشر بكافة مناطقنا وهي اليوم بدأت تأخذ مساحة مهمّة بين العائلات بالإضافة إلى المعالم الأثرية الدينية بالبلد بفرض التأهل الفكري والروحي والتعرف على أهم المعالم الموجودة في المدن والمحافظات والسياحة الدينية تقسم إلى عدة أقسام ومسارات متعددة منها الكنائس والأديرة والمقامات الدينية المسيحية والإسلامية والجوامع والمساجد القديمة حيث تعدّ كنائس مارجرس السيدة العذراء للروم الأرثوذكس السيدة العذراء الأرمن، مارتقلا كنيسة قلب يسوع الأقدس واللاتين وكنيسة دير توما قرب عرامو وكنائس كسب وسواها من أهم مواقع الزيارة المسيحية في سورية.
وتعدّ مزارات الشيخ أحمد بقرفيص، ومزار الخضر في البسيط، ومزار الخضر في الحبيس في وادي الكرس، ومزار السيدة العذراء في خربة الجوزية، من أهم مواقع السياحة الإسلامية.
كما وتعدّ جوامع المغربي المسعود بن هانئ، السلطان إبراهيم جوامع أثرية قديمة – جامع المينا في اللاذقية وهو الجامع الوحيد في العالم الذي مدخله تحت المأذنة من أهم مواقع الجوامع الأثرية القديمة في اللاذقية وجبلة.
صناعة سياحية متطورة
وعند سؤالنا: كيف تقيّم صناعة سياحية متطورة وذات مردود اقتصادي، أجاب م. وردي: تشمل صناعة السياحة في اللاذقية بمختلف درجاتها ابتداءً من الشعبي وصولاً إلى خمس نجوم قطاعات ونواحٍ عديدة منها: المنشآت بنوعيها منشآت المبيت والإطعام والمنتزهات وهي موزعة بشكل تستقطب المنشآت الشاطئية منها جزء كبير حيث تنتشر على الشاطئ منشآت خمس نجوم وصولاً إلى المنشآت الشعبية، كما تنتشر هذه المنشآت بأنواعها المختلفة على المسارات السياحية ومواقع الاصطياف الجبلية، وعلى سبيل المثال تضم القرداحة والقرى المجاورة لها مواقع سياحية من فئة خمس نجوم وصولاً إلى الفئة الشعبية في الوديان الرائعة الجمال والمجاري المائية والشلالات في وادي بكراما وهذا دليل على التنوع في استهداف الشرائح التسويقية التي ترتاد المحافظة للسياحة والاستجمام مديرية سياحة اللاذقية (وزارة السياحة) على الترويج وتنمية مقاصد سياحية جديدة تعدّ رائداً للقطاع السياحي ولاسيما السياحة الجبلية الريفية والسياحة البيئية المستدامة أو ما يعرف بالايكوتوريزم حيث تمثل المنيزلة إحدى القرى الحالمة التراثية في محافظة اللاذقية وريف جبلة مقصداً سياحياً ريفياً جديداً يؤدي تطويره ودفع السكان المحليين على الاستثمار السياحي البيئي ولاسيما تجربة بيت العيلة إلى إطالة فترة المكون السياحي في المحافظة بإدراجه كمواقع جديدة للزيارة وبالتالي زيادة الإيرادات إلى خزينة الدولة بما يشكل انتعاشاً اقتصادياً واعداً.
تنشيط الطلب على السياحة الداخلية
يقول م. وردي: إنّ تكثيف الترويج السياحي الإعلامي بالمواقع السياحية الواعدة والجديدة التي تعمل عليها وزارة السياحة مديرية سياحة اللاذقية عن طريق تنمية المقاصد السياحية الجديدة وتنشيطها وإقامة الفعاليات السياحية في مواقع جذب جديدة وتقليدية، فقد طرح مواقع للاستثمار السياحي لاسيما سوق الاستثمار السياحي الذي سيقام قريباً وسوف يتم فيه طرح أراضٍ ومواقع للاستثمار السياحي.
وأضاف م. وردي: إنّ البرامج الإعلامية التي يقوم بها التلفزيون العربي السوري والفضائيات الأخرى العاملة في سورية يؤدي إلى تنشيط الطلب في مجال السياحة الداخلية، كما أن التعريف بمواقع سياحية جديدة بمختلف أنواعها وخصوصاً سياحة الاستكشاف والمغامرات والسياحة البيئية المستدامة تعدّ من المحفزات للسياحة باعتبارها تحمل في طياتها اكتشاف المجهول.
ولفت م. وردي إلى أن التعريف وإدخال المواقع السياحية الجديدة وذات القيمة إلى خريطة مواقع الزيارة في المحافظة يؤدي أيضاً إلى تنشيط وارتفاع الطلب عليها وبالتالي الارتقاء بسوية الخدمات المقدمة من هذه المواقع بمنطلق المنافسة وتقديم الأفضل وبالتالي تؤدي إلى ارتقاء العمل السياحي الداخلي.
مهمة الضابطة السياحية
مهمتها المحافظة على معايير الجودة في المنشآت السياحية (فنادق ومطاعم وسواها) والرقابة على المنشآت السياحية إضافة إلى تنفيذ ما أطلقته وزارة السياحة في الفترة الماضية وهي الرقابة الوقائية وهي تحفيز أصحاب المنشآت السياحية على الالتزام بالقواعد والشروط في مجال الأسعار ومعايير الجودة – سياحة- ودفعهم إلى المحافظة عليها والاقتداء بها بشكل ينمّي الحس والجودة السياحية وتقديم الأفضل للسائح والزبون على أن تكون الضبوط والمخالفات بحق المخالفين غير الملتزمين بهذه المعايير حيث تتلقى الوزارة الشكاوى على الرقم /137/ الذي يعمل على مدار الساعة.
* كيف يمكن تأهيل الكادر السياحي؟
** هناك دورات مستمرة تشمل النواحي الإدارية والتقنية والعلوم السياحية والفندقية ودورات للتأهيل، العاملين في القطاع السياحي تقوم بها الوزارة بشكل مستمر حيث يمثل المعهد التقاني للعلوم السياحية والفندقية ومعاهد العلوم السياحية والمدارس الفندقية رافداً احترافياً للكوادر البشرية العاملة في مجال السياح – سواء في منشآت المبيت أو الإطعام أو سواها كما تمثل الدورات الخاصة بإعداد الأدلاء السياحيين والذي أقيم أحدث دورة في دمشق منذ عدة أيام رافداً كبيراً للمؤسسات السياحية التي تعمل في مجال استقدام المجموعات السياحية الأجنبية والعربية من الخارج والمحلية والداخلية حيث الدليل كبير في التعريف على مواقع الجذب السياحي بمختلف أشكاله وتقديم التراث والحضارة السورية بالشكل الأفضل للسائح.
خلاصة القول
إن السياحة الداخلية بشكل عام قد شهدت تقدماً ملحوظاً لذلك لابد من اتخاذ الإجراءات المهمّة والملموسة لتحسين جودة الخدمات السياحية الداخلية والدينية وتطوير هذا القطاع لأنّ الكثير من هذه المواقع تستحق الزيارة.

بثينة منى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار