“بعض نزف من عذوبة”… للأديب علم عبد اللطيف

الوحدة : 28-5-2024

استمع أعضاء وأصدقاء فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب لدراستين نقديتين احتفاءً بصدور المجموعة الشعرية (بعضُ نزفٍ من عذوبة) الصادرة عن الهيئة السورية للكتاب للأديب علم عبد اللطيف، حيث عرف الشاعر منذر يحيى عيسى رئيس فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب الندوة بالأديب وبإنجازاته، متطرقاً لماهية الشعر، وقصيدة النثر ومتطلباتها، وأولوية الشعر ومرافقته للحياة منذ نشوئها قبل أن يدعو الشاعر منذر حسن إلى تقديم ورقته النقدية للديوان، والذي أشار إلى أن الصوفية أم الحالة المعرفية لدى الشاعر، حيث امتلك أدوات الصوفية كحامل لرؤيا يقدمها، والمفردات التي استخدمها كانت جزءاً من الثقافة التي تسكن وجداننا الجمعي التي كلما أمعنا في تركها كلما أمعنت في مطاردة الفراغ الذي يحيط بنا، لتعيدنا إلى جسد اللغة، مع أجمل التفاتات الإبداع لديه، وفي وصفه للمرأة كأنه أراد أن يقول كل ما يشاء عنها بدونها ليدلل على حضورها وهذا يجعل مفردات الجمال مختمرة كما خمرة السنين لديه ، وعن الحداثة لفت أنها لم تكن ابنة لتطور القصيدة العربية وإنما جاءت بمثابة جنس أدبي له كينونته الخاصة والشاعر ترك الباب مفتوحاً لهذه التجربة مقدماً نماذج جميلة ، وفي الشعر العمودي كان بعيداً عن الصور المستهلكة وامتلك ذلك التصاعد الدلالي من أول المقطع حتى آخره فجاءت قصيدته رشيقة غاصت في عمق العمل الإبداعي مع الشواهد المناسبة، وأضاءت المضامين إضاءة جيدة.
ثم قدمت الأديبة ميرفت علي وجهة نظرها حول نضج التجربة الشعرية لدى الأستاذ علم عبد اللطيف، مبينة أبرز الأسس الفنية التي ارتكزت عليها المادة الشعرية الغنية التي قدمتها مجموعة (بعض نزف من عذوبة) والتي تناولت المضامين ما بين الصوفية والأدب الأندلسي والعباسي، وتأثر الشاعر بهما، إضافة إلى المتكأ الفلسفي الشخصي للشاعر، والتماهي مع الطبيعة كعناصر بيئية مُلهمة ومحفزة، وتمجيد الحزن كملح للشعراء، والدعوة إلى السلام باستخدام الحمام كمدلول رامز، واتكاء الشاعر على المفاهيم الرياضية، والكون ومفرداته، والشعر ومرجعياته الموروثة والموسيقا، أما المضمون الوطني فقد برز في موضعين في الديوان وخرِّج بشكل غير مباشر ، واستندت الأديبة على فكر الشاعر أدونيس ورؤيته للشعر وللتشكلات الحداثية في المناهج الشعرية المعاصرة، ورأت أن القارئ يقف في الديوان أمام محنة العنونة التي أغفلها الشاعر متعمداً، ومن الناحية الأسلوبية فقد تمددت البلاغة بمؤشراتها على مساحة الديوان كلها برحابة، واتسمت اللغة بالبساطة والإيحاء والتشفير، وتمَّ استلهام الموروث اللغوي العربي واستقدام ألفاظ فصيحة معبرة لتدعم القصيدة بكل أشكالها: تفعيلة، نثر، عمودي، وقد جاء الشاعر بتجربة مغرقة في الذاتية وهو ما ينطبق على توصيف قصيدة اليوم.

ربى مقصود

تصفح المزيد..
آخر الأخبار