معادلةٌ زمنيّة قياسيّة بانتظار طلّاب الشّهادة الثّانويّة لفكّ طلاسمها

الوحدة : 14-5-2024

يقول الخبر إن الدورة الثانية “التكميلية” لطلاب الشهادة الثانوية العامة ستجري في مدينة اللاذقية حصراً.
حيث صرّح مدير تربية اللاذقية الأستاذ عمران أبو خليل للوحدة إن امتحانات الدورة الثانية للشهادة الثانوية العامة “التكميلية” ستجري هذا العام في مدينة اللاذقية حصراً، ومن واجب مديرية التربية إعلام الطلاب بهذا الإجراء قبل موعد امتحانات الدورة الأولى والتي تم فيها توزيع الطلاب على مراكزهم في مدينتي جبلة واللاذقية، ليكون الطالب على دراية كاملة بمكان امتحاناته في الدورة الثانية، وخصوصاً طلاب الأرياف الذين يقدمون امتحاناتهم في مدينة جبلة.
أسئلةٌ عدّة نضعها برسم وزارة التربية حول هذا القرار الارتجالي والظالم بحقّ أبناء الريف: هل هم درجة ثانية أم ثالثة أم رابعة عن أبناء المدن؟ وما هو الذنب الذي اقترفوه ليعاقبوا وأهاليهم بهكذا عقوبة تعسفية لمجرّد كونهم يقطنون في الريف؟
وفي ظل أزمة المواصلات المتفاقمة يوماً بعد يوم هل فكّر أصحاب القرار كيف سيؤمّن هؤلاء الطلاب وسيلة نقل مكّوكية تقلّهم من أقاصي الجبال إلى مراكزهم الامتحانية دون تأخير وبكلّ يسر وسهولة؟ علماً أن بعض القرى النّائية في ريفنا لا تصلها وسائط النقل، ما يضطر قاطنوها للسّير على أقدامهم مسافات طويلة أو استقلال السّيارات العابرة أو طلب سيارات الأجرة لمن استطاع إليها سبيلا؟ ما يرتّب على أهاليهم أعباءً مادية إضافية كانت لتسدّ رمقهم بلقمة طعام بدلاً من صرفها على أجور النقل! عدا عن التشتّت والتوتر النفسي الذي سيعانيه الطالب ريثما يصل إلى مركزه الامتحاني، وربّما طارت أو تبخّرت المعلومات على طريق السّفر وسط ما سيواجهه من نقمة السائقين والركاب وأجوائهم اللامناسبة وغير المريحة لطالب يستعدّ لاجتياز اختبار مصيري..
وهل من الممكن تغيير توقيت الامتحان المركزي لمنحهم وقتاً إضافياً ليتسنّى لهم الوصول في توقيت الامتحان المناسب وحلّ المعادلة الزمنية الأصعب مع احتساب الوقت الضائع في الانتظار والمسافة المقطوعة؟
ولأصحاب القرار هل غفلتم عن انتشار ووجود مدارس في أريافنا كفيلة باستقبال طلابها كمراكز امتحانية تؤمّن لهم كل مستلزمات العملية الامتحانية، أم أنها غير جديرة بهكذا مسؤولية تتمّم بها مهمّتها كمراكز إشعاع فكري وتربوي؟
أخيراً أما تعبتم من استصدار قرارات تحارب الطلاب وترفع ضغطهم النفسي والفكري والعقلي وتزيد الطين بلّة بدلاً من إنصافهم وتقديم التسهيلات الكفيلة بتيسير أمورهم وحلّ مشاكلهم وعُقدهم الكثيرة ليكونوا على أتمّ الجاهزية في أداء امتحاناتهم وسط أجواءٍ مريحة وظروف مناسبة تراعي اختلافاتهم وفروقاتهم الفردية والجماعية؟
أمّا الأغرب في القرار أنها آخر دورة تكميلية يتقدّم إليها طلاب الشهادة الثانوية وكان بالإمكان التريّث في استصداره تمهيداً لإلغائه كما أُلغيت الدورة التكميلية في قرار سابق هذا العام!!.
لن نقول إنه تخبّط وتسرّع في اتخاذ هكذا قرارات مجحفة بحق طلبتنا لأن أولي الأمر التربويّ والتعليميّ أدرى بمصلحتهم لا بمصلحة الطلاب وأهاليهم الذين ضاقوا ذرعاً بمثل هذه القرارات والإجراءات غير المنصفة.. علماً أنه حتّى أبناء المدينة الواحدة ظُلموا في عدم مراعاة توزّعهم الجغرافي والمناطقي حسب أماكن سكنهم وقُربهم وبعدهم من مراكزهم الامتحانية.
اقتراح أخير علّه يجد آذاناً صاغية في حال لم يُلغَ القرار السابق بتسيير أعداد إضافية من السرافيس والباصات لتكون في خدمة طلاب الشهادة الثانوية ومرافقيهم حصراً، وتوزيعها على خطوط الريف كافّة وتغطية كل الطرق والمسالك المؤدية إلى مراكزهم الامتحانية، بما يضمن وصولهم الآمن والسريع دون مشاكل أو ضغوطات تذكر.
مع تمنياتنا لأبنائنا الطلبة بقضاء أجواء امتحانية مريحة خالية من أي توتر أو قلق أو خوف أو ضغوطات أو سواهم، مع دعائنا لهم بالنجاح والتفوّق والتوفيق الدائمين.

ريم جبيلي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار