الوحدة 29-4-2024
في مثل هذا الوقت من كل عام تعج غالبية الشوارع والأسواق بالثوم والبصل، حتى لو كان (فريكاً). أغلب الظنّ – وعلى ما يبدو أننا هذا العام سنكون على موعد مختلف عن الأعوام السابقة، ولحالات الطقس المتقلّبة الدور الأبرز في ذلك، بالإضافة للشائعات والمنشورات التي تداهم شبكات التواصل الاجتماعي فتُنذر وتتوعّد حول التطورات المناخية الحالية والتي تحمل في ثناياها ما حصل من كوارث في بعض دول الخليج الشقيقة، حيث بدأت تظهر ملامح مناخية غير معتادة، فتعمل على فرملة العديد من الجوانب الاقتصادية وأهمها حصاد مواسم الثوم والبصل وكذلك عمليات التسويق والنقل التي تؤرق تجار هذه المحاصيل، وبالتالي نصل إلى الأهم وهو الأسعار التي تفرض ثقلها على أسعار السوق، فحتى الآن لم تصل إلى ما يرضي المستهلك الذي (ملّ) الأرقام التي رافقت هذه المادة القادمة من خارج الحدود لشهور عديدة، فقد وقعت عليها بالأمس أرقاماً ما بين ١٠ آلاف إلى ١٤ ألف ل.س، لأنواع تعتبر مقبولة لكنها لا تصلح لأن تدخل في استراتيجية المونة السنوية للعائلات التي كوتها الأسعار الخيالية للثوم والبصل. لذلك فإن الأمل معقود على الحالة الجوية السائدة التي ستحدّد مصير الكثير من المحاصيل الزراعية الحقلية التي تُعد مهرباً مؤقتاً لذوي الدخل المحدود والتي لم يبق لها سوى التمسك بالأمل بأن يكون هذا الصيف حنوناً رؤوفاً على الجميع، خاصة المستهلك وشريكه المزارع، فهذه الحالة الجوية تشكل ضربة قاضية على محاصيل الصيف من بندورة وخيار وكوسا وباذنجان وغيرها من الأنواع التي تعتمد عليها العائلات في غذائها اليومي، أمّا فيما يخص حصاد القمح والشعير وموسم الزيتون ومحاصيل الفاكهة الصيفية فللحديث كلام آخر.
سليمان حسين