البيت مصدر السعادة والشقاء

الوحدة : 24-4-2024
المنزل الصالح هو المكان الذي تجد فيه إنقاذاً وعوناً إذا كنت تحس بحاجة إليهما ولا تجده بيئة لإثارة الأعصاب بل تجد فيه العون الحق والإنقاذ والمخرج. والبيت هو أول مكان يتلقى فيه الفرد أول دروس الحياة وينمو ويترعرع،فهو المسؤول عن تكوين شخصياتنا وقدراتنا أكثر من المؤسسات التربوية الأخرى كالمدرسة وغيرها، وعلى الرغم من ذلك قد لا تحسن بعض الأسر أداء هذه المهمة الخطيرة ونرى أن كثيراً من المرضى النفسيين في عيادات الأطباء تكون عائلاتهم هي السبب في اضطراباتهم النفسية العاطفية، وسواء كانت عائلة ينشأ فيها الفرد أو أن ينشئها هو، وأجواء الأسرة التي تسبب تلك الأمراض لها أنواع يقل فيها المرح والسرور ويشيع التجهم، فيصاب أفرادها بالكأبة والانعزالية، ما يؤدي إلى اعتلال الصحة وزيادة الوساوس لذلك على الأسرة أن تتعلم فن الاستمتاع بالحياة وإشاعة المرح والسرور، وتعويد أفرادها الاستمتاع بما في متناول اليد من دون التطلع إلى ما يتعذر الوصول إليه
وألا يسود جو الانتقاد حيث يتعرض كل فرد لانتقاد الآخر وعادة مايشيع الأب ذلك الجو في العائلة فتصبح متأصلة في أفرادها، فالفتى أو الفتاة حين يتعرضان للنقد من والديهما يعتادان ذلك في المدرسة مع مدرسيهم وزملائهم حتى يضحوا مكروهين بغيضين، وللانتقاد طريقتان إما نقد صريح وتراشق بالألفاظ، وإما بطريقة الغمز واللمز، والفتى الذي ينشأ في هذا الجو ينقله إلى أسرته وزوجته فتنهار الحياة الزوجية لا محالة وعدم وجود حب بين الأم والأب فيتطور الأمر إلى كراهية بينهما ويظلان معاً من أجل الأولاد، فيتعلم الأولاد منهما الكراهية بالتقليد ومقابلته بالمثل.
ويطفو جو الأنانية ويكون منشأه أحد الزوجين، فإما أن يكون الزوج يفعل مايروق له غير مكترث بزوجته ما يجعلها شقية بائسة، وإما أن الزوجة لاتهتم إلا بنفسها فيشقى الزوج ويصاب الأبناء بالمرض والتعاسة .
وعليه يجب أن يكبح كل من الزوج والزوجة أنانيتهما وأن يخضعا للواجب المفروض عليهما وهو التعاون لإسعاد أسرتهما لا أن تلجأ الزوجة في غالب الأحيان إلى الشكوى فهي لا تعدم سبباً لشكواها المستمرة فتتوهم المرض وتبحث عن أعراضه ومن السهل أن تجدها وأكثر من 99% من هؤلاء الشاكيات لا يعانين مرضاً ولكن شكواهن تخلق جو الكأبة والانقباض في المنزل وإنفاق الأموال للعلاج.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار