رسالة ماجستير حول… الدلالات النفسية والاجتماعية لعادات الموت وطقوسه في ريف اللاذقية

الوحدة 22-4-2024

جاءت هذه الدراسة (أنثروبولوجية مقارنة)، والتي قدمتها الطالبة هلا غسان قرطالي لنيل شهادة الماجستير – علم اجتماع، كمحاولة متواضعة لتسليط الضوء على العادات والطقوس المتعلقة بالموت في المجتمع المحلي، والذي يشمل ريف اللاذقية من خلال الواقع الاجتماعي المعاش، والإشارة إلى أهم مظاهر التغير التي طالتها والكشف عن أهم الدلالات النفسية والاجتماعية والثقافية التي تؤديها كل عادة من عادات الموت لدى عينتين مختلفتين من حيث الخصائص والمطلوب دراسة تأثيرها كالجنس والعمر والمستوى الاجتماعي، وتوزعت محتويات الدراسة في خمسة فصول رئيسية، وخلصت في نتائج الدراسة إلى حدوث تغيرات ملحوظة في عادات الموت وطقوسه في مجتمع البحث بفعل عوامل خارجية وداخلية، وهذا التغير لم يكن في تدرج مراحل هذه العادات والطقوس، بل أصاب شكلها دون مضمونها، مقابل ذلك بقيت هذه العادات والطقوس ثابتة لتحقيق جملة من الوظائف بالنسبة لأفراد مجتمع البحث، كما أظهرت الدراسة أن مظاهر التغير في عادات الموت وطقوسه كان أكبر من مظاهر الثبات، وأنها اختلفت باختلاف العمر والجنس والطبقة الاجتماعية للمتوفي في بعض أشكالها. ويمكن القول: إن كل طقس يقام للميت من قبل الأحباء قد منح أصحابه شعوراً بالاستقرار النفسي والرضا، وعملت على التقليل من حالات الحزن التي يعيشها الإنسان عند فقده لشخص، ومن حالات الخوف من الموت ومن المصير المجهول الذي ينتظر الإنسان بعد موته، وأسهمت بتعزيز ثقة الأفراد بأنفسهم وأثارت مشاعر الرضا والتقدير لذواتهم وعملت على إظهار المكانة الاجتماعية للميت وأهله، كما أنها تقوي وتعزز علاقات التعاون والتضامن الاجتماعي بين أفراد المجتمع من خلال المشاركة الوجدانية والاجتماعية في هذه العادات.
ومن توصيات الدراسة نذكر : يعدّ كبار السن في أي مجتمع ذاكرة مرجعية له، ومخزون معرفي يزخر بالمعارف التي يصعب الحصول عليها من الماضي، لذلك لابد من الاستفادة قدر الإمكان منهم في حفظ التراث وخاصة الشفوي منه بما يتضمنه من أغان وأمثال وتوثيقها بوصفها إرثاً حضارياً ومعرفياً، يجب الاهتمام بدراسة التراث وخاصة في الريف دراسة موضوعية بما يسهم في فهم الشخصية ويسهم في التعرف على أهم عاداتهم وتقاليدهم المتأصلة، العمل على إحياء التراث الشعبي وخاصة العادات المتعلقة بالموت من خلال المسلسلات والبرامج الثقافية بما تحمله من مظاهر، دعوة الجامعات لتخصيص ندوات ومحاضرات تهتم بمواضيع التراث الشعبي، العمل على إنشاء صالات متخصصة بواجب العزاء من قبل الجمعيات الأهلية أو الحكومية، التنبيه إلى التغيرات التي تحصل للمجتمع نتيجة اتصاله بغيره من المجتمعات وهو ما يؤثر على الهوية الثقافية له ويهدد كيانه المستقل.
نالت الطالبة هلا غسان قرطالي علامة 80,06 بتقدير جيد جداً أمام لجنة الحكم المؤلفة من الدكتورة (إيفا خرما – عضواً، هند العقيلة – عضواً ومشرفاً، بشرى عوض – عضواً ).

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار