الوحدة 22-4-2024
لأننا في فصل الربيع وهو الوقت المناسب لبدء الزراعات الصيفية من الخضراوات التي يعتمد عليها المواطن بشكل رئيسي في غذائه، ولتسليط الضوء عليها وتحديد أولوياتها وملامسة أوجاعها وطرح حلول لمشكلاتها، كان لابد من اللقاء ببعض مزارعي الأرياف والحديث معهم، وكان للوحدة جولة بينهم للاستفسار عن المصاعب التي تواجههم، وإيجاز أهم مشكلاتهم في كل عام حيث يتحكم أصحاب الجرارات بأسعار (الفلاحة) الباهظة جداً والبعيدة عن قدرة المزارعين، حيث قالوا إن مصدر رزقهم الوحيد هي الزراعة التي تؤمن احتياجاتهم من الخضراوات والفائض يتم بيعه ليستفيدوا من ثمنه في هذه الظروف القاسية والاستثنائية فهذه المصاعب قد تودي بباب رزقهم وتجعلهم عاطلين عن العمل وتحولهم من منتجين إلى مستهلكين ( فلحراثة الأرض الوجه الواحد لدونم يكلف أكثر من مئة ألف ل.س وهو يحتاج لوجهين) أي إن أردت زراعة دونمين من الخضروات ستكون مضطراً لدفع مبلغ حوالي النصف مليون ل.س، بالإضافة أيضاً لجلب روث الحيوانات فالنقلة الواحدة منه ثمنها حوالي المليون ل.س كون الأسمدة قليلة وباهظة الثمن والشتول والبذار هذا العام أسعارها مرتفعة جداً فكل هذه الأمور مجتمعة قد تمنع المزارعين من بدء الزراعة مما يؤثر سلباً على الإنتاج هذا العام، وكون الريف هو سلة الساحل ومخزونه الذي يجب ألا ينضب، فإنه يتوجب على القائمين بالزراعة دعم الفلاحين ووضع تسعيرة مناسبة للفلاحة، بالإضافة لتقديم دعم للأسمدة من أجل دفع الإنتاج إلى الأمام لأن أي تأخير سيسبب قلة بعدد المزارعين ومساحة الأراضي المزروعة وبالتالي غلاء الأسعار، وقد تتحول الزراعات إلى يدوية في حدائق المنازل وهذه الزراعة بدائية ذات إنتاج قليل لا تسمن ولاتغني عن جوع، لذا يجب عدم الهروب من المشكلة بل مواجهتها وتخفيف حدتها.. برسم المعنيين.
مازن صقر