الوحدة : 17-4-2024
خلال فترة احتلالها لسورية، والتي امتدّت لأكثر من 25 عاماً، لم تكن فرنسا طوال هذه المدة الزمنية، دولةَ انتداب، بموافقة أممية، وإنما دولة احتلال..، جعلت خريطة سورية مجزّأة، مقسمة إلى دولٍ، بصيغةٍ تعزف من خلالها، على أوتارٍ قذرة (دولة دمشق – دولة حلب – دولة جبال الساحل)، كما قامت باقتطاع أجزاء من سورية، لتقوم بتصنيع وتركيب دولة ( لبنان الكبير)، وبكلّ وقاحةٍ واستباحة، أهدت تركيا لواءَ اسكندرون، دون أن يرفَّ لها جفنُ حياء.
وللتذكير، لم تكن الأجواء الإقليمية ولا الدولية مستقرة أو هادئة خلال فترة 1920 إلى 1946، فقد شهدت تلك الفترة نهايةَ حربٍ عالمية، ونهايةَ امبراطورية (عثمانية)، وشهدت حرباً عالمية ثانية/ (1939- 1945)، وتشكلت الأممُ المتحدة، وكذلك جامعةُ الدول العربية، مع ماكانت تحمله سورية، آنذاك، من تسمية (مملكة) يقودها الملك الهاشمي فيصل الأول.
ولم يستكن السوريون أبداً، فقاتلوا، وقاوموا، واستبسلوا، وقدّموا القرابين، منذ أول مواجهة، بقيادة وزير الدفاع يوسف العظمة ورفاقه، إلى آخر مواجهة..
وتتالت مواكبُ الشهداء، في الغوطة/ الفيحاء، وفي جبل العرب الأشمّ، الذي منه انطلقت شعلةُ الثورة السورية الكبرى، وفي جبال الساحل، وسهول حمص، ووادي حماة، وتلكلخ، والمزرعة، وحوران، وراشيا، والقلمون..
ورحل (هنري غورو)، ورحل (بول بينيه)، ورحل الغزاة، وكان الفرح العظيم في السابع عشر من نيسان 1946 لتنعم سورية بالحرية والاستقرار، بعد أن صنعت يومَها الوطني الكبير، ليكون هذا اليوم أمانةً كبيرة مِن شهداءِ الأمس وشهداء اليوم، لمتابعة مسيرة (الجلاء الأول) نحو جلاءاتٍ تعيد للوطن مجدَه التليد..
رنا رئيف عمران