الوحدة : 9-4-2024
في زمن يغدو فيه تأمين الخبز وأساسيات الحياة كل يوم بيومه معضلة يصعب تخطيها، لا بد من الاستغناء عن كعك العيد وفرحته لصالح أشياء أكثر أهمية وأشد إلحاحاً، فالعيد يوم كغيره من الأيام ولم يعد يتواجد ما يميزه عن باقي الأيام حيث لم يعد بالإمكان توفير احتياجات العيد، ففي أيام الزمن السعيد
و”البحبوحة” يندر أن ترى بيتاً يخلو من كعك العيد – كل حسب استطاعته ومقدرته بفارق في الكمية والنوع والصنف – ولكن في الواقع الراهن المصحوب بارتفاع غير مسبوق في الأسعار الذي أدى إلى إحجام الناس عن متطلبات العيد ولم يعد هناك ما يغطي أهم الاحتياجات الأساسية حتى يكون بالمقدور التحضير للعيد والاحتفال به.
وفي وقفة سريعة مع بعض المواطنين الذي انتشروا في الأسواق بكثرة مع الإعلان عن بداية العطلة والذين تبين بأن معظهمم خرج للفرجة والسؤال عن الأسعار ليس إلا.
ازدحام على بعض محلات الحلويات، حركة نشطة داخلها، ولكن وبمجرد السؤال عن السعر وذكر الرقم تكفهر الوجوه وتضيع الابتسامة مع وقف تنفيذ لعملية الشراء والاكتفاء بإيماءة للفرار من لهيب الأسعار.
إحداهن قالت إن الأسعار باتت اليوم تفوق قدرتها الشرائية فهي غير قادرة على شراء مسلتزمات كعك العيد أو غيره.
أما السيدة نوال علي فتقول هذه الأيام عصيبة جداً وقاسية فلا نقدر على الشعور وأطفالنا بفرح العيد فبالكاد نستطيع تأمين قوت يومنا حتى نفكر بالعيد وبحلوى العيد…
وتقول ولاء: كيلو الطحين ٨٠٠٠ ليرة والسميد ١٥ ألف ليرة والسمنة من ٣٠إلى ٣٥ ألف ليرة فيما التمر يكلف ٢٠ ألف ليرة ناهيك عن سعر السكر والغاز والذي لا يتوفر كما يجب، فمن المؤكد بهذه الحالة إذا لم يتم إلغاء الفكرة من أصلها يمكن الاقتصار على كميات قليلة، لتضيف إذ تقطعت السبل وفكرنا بالغريبة تحتاج كيلو طحين و ٤٠٠غرام سكر ونصف كيلو سمنة غير الغاز فحري بنا أن نكتفي بعلبة “راحة وبسكويت”.
إحدى السيدات تقول: اشتريت ٦ أقراص معمول ب١٠ آلاف ليرة لذا فكرت بأنه من الأوفر صنعه في البيت لأن التكلفة أقل حسب رأيها، والحديث يطول… ليبقى العيد بالنسبة للبعض مجرد عطلة طويلة تُحصى فيها الساعات والدقائق، مكتفين بكفاف يومهم على أمل أن تفرج وتكون الأيام القادمة أحلى.
نجود سقور