العدد: 9372
24-6-2019
يتساءل الآباء باستمرار: نحن نوفّر كل شيء لأطفالنا منذ صغرهم ونحاول دوماً ألاّ نشعرهم بأي نقص أو عجز تجاه مشاكل الحياة الكثيرة ومع ذلك نلمس عندهم فشلاً واضحاً إما بدراستهم أو في حياتهم الاجتماعية أو في علاقاتهم مع الآخرين أو إخفاق نفسي بداخلهم الأمر الذي يوقعهم في صراعٍ مع ذاتهم؟
والإجابة على ذلك تكمن في بدايات العلاقة بين الأب وابنه إذ لا بد أن يكون هناك ثغرة معينة أو حلقة مفقودة في هذه العلاقة قد تكون إحداها مثلاً حرص الآباء على الوصول بأبنائهم إلى أعلى مستويات التعليم، ذلك الحرص يؤدي إلى دفع هؤلاء الأبناء باتجاه منحى تعليمي محدد لا يرغبون به وإنما فقط إرضاء لآبائهم… وكما قلنا بداية العلاقة بين الأب وابنه تتحدد منذ سنوات الطفل الأولى فهل تطيع أيها الأب رغبات ابنك دوماً؟
وهل تشاركه لعبه؟ وهل تترك له فرصة اتخاذ بعض القرارات البسيطة المتعلقة بأموره الشخصية أم تفرض عليه رأياً معيناً؟ ماذا تتصرف إذا سلك ابنك سلوكاً غير سليم؟ هل تغضب منه… وتؤنبه على ما فعل؟
أسئلة عديدة جاءت إجاباتها على لسان بعض الآباء الذين التقينا معهم فكان ما يلي:
* غياث شماس، مهندس: نحن نعتقد دوماً أن ما نؤمنه لأبنائنا هو الحالة المثالية التي يجب التوصل إليها لذلك علينا دراسة كل كلمة تقال إلى الطفل وكل موقف وكل جملة موجهة له خصوصاً قبل التحاقه المدرسة أي قبل المرحلة الابتدائية لأن لهذا الأمر تأثيراً كبيراً على نموه العقلي والنفسي في هذه المرحلة من عمره لأنه كلما زاد فهم الأب لابنه أصبح أكثر قدرة على التعامل والتفاهم والتجاوب معه فما يكتسبه الطفل من محيطه يساهم بشكل مباشر في تكوين شخصيته المستقبلية.
* السيد عمار ابراهيم وهو موظف له رأي في هذا الموضوع وهو أن إظهار الحب الشديد غالباً ما يفسد تربية الطفل جراء تلبية جميع متطلباته فيخرج الطفل إلى الحياة العملية ضعيف الشخصية غير مهيأ لتحمل الصعاب وتخطي عقبات الحياة الكثيرة وتجاوزها لأن الحياة تحمل إلى جانب الحب والحنان الهموم والمشاكل والصعوبات فيقوم الأب بتصوير هذه الحياة وكأنها لعبة وتكون النتيجة طفل ينقصه الشعور بالكفاءة وتعوذه القدرة على تحمل المسؤولية.
* السيد منير سلوم متقاعد: نحن الآباء، علينا مسؤولية كبيرة في هذا الموضوع لهذا يجب علينا التحلي بالصبر وضبط النفس وتوجيهها ضمن أطر صحيحة ونكون بذلك قد أثرنا في سلوك الطفل بشكل أفضل، وأعرف بعض الآباء- للأسف- يفرضون على أولادهم ما لا يستطيعون هم أنفسهم أن يتحملوه فكيف للابن أن يتقبل ما يرفضه أبوه؟
بدورنا نؤكد دوماً على أهمية وضرورة إدراك الأب للمهام الملقاة على عاتقه منذ بداية تكوينه لأسرته في كافة مجالات الحياة المختلفة وانطلاقاً من ذلك لا بد لنا من الإشارة إلى عيد الأب للحفاظ على أهم خلية اجتماعية في المجتمع وهي الأسرة طبعاً إلى جانب الأم التي تشكل الدور الرئيسي والأساسي في هذا الموضوع الأمر الذي يؤدي – بنهاية المطاف- إلى إنتاج الشباب الواعي الناضج القادر على معرفة واجباته تجاه نفسه أولاً وتجاه مجتمعه ثانياً.
ندى كمال سلوم