الوحدة: ٢٩-٣-٢٠٢٤
كثرت في الآونة الأخيرة مشاهدة المتسولين في عموم شوارع اللاذقية بشكل غير مسبوق، فعندما تمشي في أي شارع من شوارع المدينة أو تقف بجانب أي قهوة أو مطعم يأتي أحدهم ويستجديك بالكثير من العبارات التى أصبحت مكررة بغرض كسب العطف في كل الأوقات.. ولكن اللافت في الأمر أنها تمثل حالات لأشخاص يتمتعون بصحة جيدة وهو ما يجعل المرء يتساءل لماذا لا يبحثون عن عمل..؟ والجواب ببساطة لأنها ( تدر ذهباً )، وعند التمعن قليلاً يمكن الملاحظة أن غالبية الأشخاص الذين يزاولون هذه المهنة يكونون ضمن ورشة تزاول هذه المهنة وأوضاعهم المادية في كثير من الحالات جيدة جداً ولكن المسألة الخطيرة هي انضمام الأطفال لهم، على الرغم من تحذيرات التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة (اليونسيف) وإنقاذ الطفل بعنوان: “أيادٍ صغيرة وعبء ثقيل” .. فالصور المرافقة والملتقطة توضح الشخص الذي تلتف حوله مجموعة من الأطفال ويعطيهم التعليمات في شارع (٨ آذار) على مسافة قريبة من قيادة الشرطة، و من المفترض أن يكون هناك مكاتب مكافحة تضم دور رعاية ودوريات ضمن آلية عمل مشتركة بين المؤسسات وذلك بحسب كتاب صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل منذ عام ٢٠٢١ يحمل رقم (ب/٦٦/١) ولكن في الواقع هو كالحبر على الورق.
وبالسؤال عن أسباب تفشي هذه الحالات ضمن لقاء الوحدة مع الدكتور موفق الصوفي عضو المكتب التنفيذي للشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة اللاذقية، أوضح بأن هذه الظاهرة لم نعتد عليها في بلدنا سورية من قبل، ولكن نتيجة الحرب الظالمة التي شنت على بلدنا والحصار الجائر أدى إلى إفراز مثل هذه الظواهر وهي موجودة بأرقى دول العالم، مما انعكس بشكل سلبي على الكثير من العائلات وجعلها في وضع اقتصادي صعب، مسبباً إهمال الأطفال وتخلفهم عن المدارس، كما أدى ذلك إلى حدوث شرخ عائلي متمثل ب (الطلاق ، فقدان أحد الأبوين.الخ ) وبالنتيجة ظهور هذه الحالات التي نشهدها في شوارعنا.
علاء فوزي
تصفح المزيد..