الوحدة:24-3-2024
الطريق إلى فعل الخير عريض جداً وسهل الوصول إليه، وهو معبّد بالنيات الطيبة، فخلال شهر رمضان الكريم هناك الكثير من أبناء المجتمع الأهلي يواظبون سنوياً على القيام ببعض الممارسات الإنسانية الخيّرة التي تترك في النفوس أثراً كبيراً حتّى وإن كانت بسيطة وخاصة بعد أن استفحل الغلاء واتسعت الهوة بين الأسعار ودخل المواطن.
وعلى مستوى المدينة وأحيائها هناك عدّة مساعٍ فردية جديرة بالاحترام منها قيام بعض الميسورين التكفّل بفتح سُفر رمضانية، وكذلك طرق الأبواب في أحياء فقيرة وتقديم مواد إعانية، بالإضافة للدور الكبير الذي تساهم به الجمعيات الخيرية عبر توزيع السلل الرمضانية لأعداد كبيرة من المحتاحين ومصابي الحرب وذوي الحالات الخاصّة من الأيتام والأرامل بالتعاون مع مع المعنيين في المحافظة، والأكثر أهمية قيام البعض في الريف والمدينة بتوزيع الخبز بشكل مجاني كلٌ على طريقته، وهذه المبادرة تُمارس عبر بعض الميسورين وتغطيتها (بفاعل خير)، وعلى مستوى ضواحي المدينة، فقد تكفّل صاحب مخبز الزقزقانية بتوزيع الخبز مجاناً طوال الشهر الفضيل، علماً أن هذه المبادرة شملت الغني والفقير ممن وطّنوا مخصّصاتهم بالمخبز، ومن هنا يمكن الانطلاق وتوسيع هذه المساهمات حتّى ولو كانت بسيطة كما يفعل بعض أصحاب السرافيس عبر التوصيل المجاني أثناء الامتحانات، بالإضافة لقيام بعض أصحاب محال الخضار بوضع صندوق المساعدات وتوزيع محتوياتها لمن لا يستطيع الشراء، وصولاً لمقولة (الحمل عالكثرة خفيف)، ومن خلال هذه الأعمال يمكن أن تتوسّع المبادرات بالعدوى، وبالتالي يبدأ فعلياً القضاء على ظاهرة الفقر الأخير، حيث يمكن تنظيمها وفق أسس معينة على نمط الجمعيات الخيرية التي تبحث بشفافية عن أصحاب الحاجة وتُمارس دورها الحقيقي في تخفيف الحمل اليومي على عدد من الأُسر.
سليمان حسين