العدد: 9281
الأربعاء 30-1-2019
صيادو السمك في مدينة جبلة لهم حكاياهم وشكواهم من نقص خدمات تؤثر على عملهم، وهي حق مشروع لهم أسوة بزملائهم في مهن أخرى.
جولة قمنا بها برفقة بعض المسؤولين في ميناء الصيد بمدينة جبلة، والتقيناهم على أرض الواقع لتكون الصورة والحديث معهم خاليين من أي تجميل أو تزييف..
رئيس جمعية الصيد في ميناء جبلة الصَّياد خالد مثبوت قال: أعمل في مهنة الصيد منذ أكثر من (40) عاماً، أنا أولاً وأخيراً صيّاد لكن بالنسبة لرئاسة الجمعية طبّق هذا بالاتفاق بيننا، بالإضافة إلى أربعة أعضاء يساعدون على تقديم التسهيلات، ويكونون صلة وصل بين المسؤولين عن الصيد والصيَّادين، هذا المنصب غير مأجور، نقدم خدماتنا مجاناً، والصيد بشكل يومي يقوم به الصيادون من الساعة الرابعة صباحاً حتى التاسعة ليلاً، وهناك طريقتان للصيد منهم من يصطاد بالسنارة ومنهم بواسطة الشِباك، يتأثر الصيد بالكوارث الطبيعية وهي الوحيدة التي يمكن أن نتحدث عنها، وتوجد أشياء تستطيع أن تخفف من أضرار الكوارث، وهنا كانت الشكوى الأولى من ناحية المكسر الموجود الذي تم بناؤه عام (1970) وتمَّ ترميمه أكثر من (20) مرة، أي ما يعادل إنشاء أكثر من مكسر وأي قارب يتحطم بسبب صغر المكسر وضيقه لا يتم تعويضه، منذ عدة أيام حدثت حالة وفاة مؤلمة لصياد وابنه بسبب الوضع غير الطبيعي للمكسر فهو يحتاج لزيادة (50) متراً ليكون في الوضع المقبول وليضمن الأمان للصيادين.
وأضاف: يضم الميناء (54) مستودعاً للصيد مرخصين بشكل نظامي في بلدية جبلة، كانت رسوم كل مستودع من قبل (6000) ليرة الآن ارتفعت لتصل إلى (16500) ألف ليرة، ويوجد(120) مركباً بالميناء (20) عاطلة عن العمل، (50) مركباً تذهب للصيد و(50) مركباً لا قدرة لأصحابها لشراء عبوة المازوت سعة (20) ليتراً بـ (6000) ليرة.
هذا ما أكَّده مجموعة صيادين كانوا متواجدين في الميناء فقالوا: نعاني نقصاً في توفر مادة المازوت وعدم توفرها يعني لا يوجد صيد وبهذه الحالة الصياد لا يستطيع توفير متطلبات أسرته، فجميع الصيادين الموجودين لا عمل لهم سوى الصيد.
نريد توفير هذه المادة وزيادة الكمية المخصصة للقوارب في الشهر بالعادة نحصل على (3) دفعات، أي مخصص لكل مركب على البطاقة كمية (50) ليتراً وهي لا تكفي وخصوصاً للقوارب الكبيرة تستخدم في الصيد تسمى (بالقو) وتحتاج لكميات كبيرة من المازوت ، قبل نهاية عام (2018) بخمسة أيام حتى هذا اليوم الواقع في (23/1/2019) لم نحصل على قطرة مازوت، فيضطر بعض الصيادين لشرائه من السوق السوداء كل عبوة تسع لـ (20) ليتراً بسعر (6000) ل.س أما القسم الأكبر لا يستطيع الشراء بسبب الوضع المادي السيئ أي حالها يتوقف عن العمل. طبعاً هذه العبوة للقوارب الكبيرة تكفيها طلعة واحدة فقط أما الصغيرة منها تكفيها مرة ونصف هذا في حال رزقهم الله ما يبتغون من رزقٍ في البحر.
نتمنى زيادة الدفعة لتصل إلى (4) عبوات وزيادة الكمية المخصصة ولاسيما للقوارب الكبيرة، أما معاناتنا التي كل يوم عن يوم تتعقد وتكبدنا خسائر مالية لا طاقة لنا على تحمَّلها هي مخالفات الكهرباء، وهي ترهقنا كصيادين بسبب عدم وجود عدادات نظامية في مستودعاتنا، وهذا حقنا الطبيعي لأننا قمنا بالتسجيل على عدَّادات منذ عام وحتى الآن لم نرها تزين محلاتنا بل على العكس نتفاجأ بالمخالفات المالية من قبل مديرية الكهرباء وتكلفنا غرامات مالية باهظة لتصل (350) ألف ليرة وهناك محلات بالأساس لم تستخدم نهائياً ومغلقة بشكل كامل وقد تم تغريم كلّ محلّ بـ(100) ألف ليرة نريد عدادات كهربائية لمحلاتنا، فحاجتنا لها كإنارة بشكل أساسي وتركيبها ضروري أثناء إصابة القوارب بأعطال تكون معاناتنا مضاعفة بسبب ذلك يضطر الصياد أن يأتي بمولدات كهربائية لإتمام عملية الصيانة وهذا يحتاج لنفقات زائدة.
مشكورة بلدية جبلة كمساعدة قدَّمت لنا خط كهرباء لإنارة لمبات المستودعات في الميناء لتسهيل حركة عملنا ريثما ترضى علينا مديرية الكهرباء وتقوم بتزويد وتركيب عدادات في مستودعاتنا، وتابع الصيادون حديثهم وفيه شجن كبير: المكسر في المينا وهو الآخر قصته قصة وله بالقلب غصة، تم بناؤه في عام (1970) وتم ترميمه أكثر من (20) مرة أي لو تم بناء مكسر جديد كان أقلّ كلفة وأكثر أماناً بالإضافة إلى هذا نتمنى بناء مكسر جديد يزيد المكسر الموجود (50) متراً، في مياه قليلة العمق، وهذا الموجود يشكل خطراً حقيقياً على حياة الصيادين وبناء مكسر جديد وراء المكسر الموجود سيكون أطول منه يسمح بدخول سفن كبيرة إلى المينا حمولتها (4000) طن وهذا بدوره يحرك العمل ويوفر فرص عمل أكثر بالميناء أسوة بميناء بانياس واللاذقية.
أكثر من (خمسة) زوارق غرقت بسبب عدم وجود مدخل نظامي ليصل القارب من خلاله إلى بّر الأمان وإثر تعرضنا أثناء عملية الصيد إلى تيار بحري كبير أو مفاجئ نكون مطمئنين عند دخولنا إلى الميناء بسلامة وأي قارب يتحطم لا يعوَّض صاحبه ولا ليرة واحدة . منذ فترة اجتمعنا مع المسؤولين في الهلال الأحمر وطلبنا تقديم المساعدة للصيادين من مستلزمات صناعة الشباك والصيد بحضور مديرية الهلال الأحمر من إسبانيا . وأثناء وجودنا في الميناء دخلنا إلى أحد المستودعات ورأينا عملية الوصل بين كل المستودعات لم تكن مجَّهزة بشكل نظامي، وهذا يؤدي إلى تسرب المياه ورشحها إلى داخل المستودعات بشكل كبير.
أما بالنسبة لبقايا الصيد والأوساخ التي يلفظها البحر فقد وعدنا رئيس مجلس بلدية جبلة أثناء وجودنا في اجتماع بالمركز الثقافي في جبلة بإرسال آليات لترحيل البقايا والأوساخ الموجودة هنا ولكن بحكم سوء الأحوال الجوية حتى الآن لم تنفذ.
وعند تنقلنا من مستودع إلى آخر لفت انتباهنا صياد يعمل في حياكة الشباك مهنة لا يتقنها إلا المبدع والفنان وهو إلى جانب ذلك يعمل في الصيد فالتقيناه.
الصياد فادي حمادي: أعمل في مهنة صناعة الشباك منذ عشرين عاماً في فترة توقف الصيد أعمل في حياكة الشباك، متطلبات الحياة كبيرة ولا يمكن الاعتماد على الصيد لوحده لكسب المال لأتمكن من توفير مستلزمات الحياة اليومية لأسرتي. صناعة كل شبكة تستغرق من الوقت لإنهاء حياكتها (5-6) ساعات متواصلة بطول (50) متراً ونصف ارتفاعاً في كل جنب ولتكون الشبكة جاهزة للصيد تحتاج إلى جنبين إلى حياكتها تحتاج إلى يوم كامل وأتقاضى عن الحياكة في اليوم (2500) ل.س، أما المواد المستخدمة في صناعة الشباك مستوردة من الصين عن طريق التجار وتصل إلى متناول أيدينا بأسعار مرتفعة جداً تكلفة الشبكة الواحدة لتكون جاهزة للصيد (40) ألف ل.س بطول (100) متر ولتتم عملية الصيد يحتاج كلّ صياد في ذهابه للصيد إلى (50) شبكة أي حاجة كل شخص ليدخل إلى الصيد من عّدة بكلفة ما يقارب (2) مليون ليرة سوري وللشباك أنواع خاصة بكل فصل، هناك شباك مصنوعة من الحرير تستخدم لصيد سمك القريدس والسمك الصغير لنعومة خيوطها، أما النوع الثاني للشباك نايلون وهي تستخدم في اصطياد عدة أنواع من السمك.
في هذا الشهر يخَّف السمك كثيراً بحكم الأجواء الطبيعية وبالأساس الصيد عندنا ضعيف، أراضينا رملية، وهذا يؤثر في النوع والكمية والقوارب الموجودة قديمة ونجد صعوبة حتى في ترميم أي قارب ،كلفة الدهان الخاصة بالقوارب تصل إلى (8000)ل.س وتكلفة أي قارب ليكون جاهزاً ويدخل إلى البحر للصيد يحتاج إلى مليون ونصف ليرة مساحة (7) سبعة أمتارٍ أي (فلوكا) أما هناك قوارب كلفتها (7-12) مليوناً حسب المحرك ونوعيته.
وحتى نستفيد من الوقت ولننقل ما يهم بلدية جبلة من مشاكل الصيادين بعد مغادرتنا الميناء توجهت إلى مبنى بلدية جبلة والتقيت رئيس البلدية المهندس أحمد قناديل فقال: نحن نقوم بواجبنا تجاه الميناء في تقديم الخدمات حيث يتم ترحيل بقايا الصيد وتم وضع حاويتين لتجميع البقايا، أما حالياً فقد زودت البلدية بحاويات ،خصصنا حاويتين إضافيتين للميناء، وسيتم إرسالها إلى هناك بالإضافة إلى آليات خاصة لتجميع الأوساخ والبقايا التي لفظها البحر بسبب سوء الأحوال الجوية والبقايا الناتجة عن الصيد .
أما بخصوص الكهرباء أكد مدير كهرباء جبلة أنه لا مشكلة في تأمين التيار الكهربائي وستتم معالجة إنارة لمستودعات الميناء في جبلة .
غانه عجيب
باسم جعفر