الحمضيات… أوجاع متكررة في التسويق

الوحدة:14-3-2024 

الحمضيات الوجع الذي يتكرر كل عام ولكن بأشكال مختلفة قديمة جديدة، وكل عام يأمل المزارع بأن الموسم سيكون أفضل، ولكن للأسف بقي المزارع يقول: “الله يرحم أيام الموسم
الماضي” .فدائماً مزارع الحمضيات مظلوم وتعبه يذهب دون فائدة على الرغم من ارتفاع تكاليف إنتاجه ووعود كثيرة تُسمع لتحسين سوق تصريف الحمضيات لكنها كلها تذهب مع الرياح.
التقت الوحدة بعدد من مزارعي الحمضيات وكلهم على نفس الحديث: ماذا تحقق لنا من وعود؟ أين السورية للتجارة من مواسمنا؟
المزارع محمد سلوم قال: تحدثنا وطالبنا لكن مع الأسف حظنا كمزارعي حمضيات قليل فنحن نعاني من ارتفاع باهظ في تكاليف إنتاجه وقلة جداً في المردود، ونحن في نهاية الموسم وبصعوبة كبيرة نحصل على تكاليف إنتاجنا وبالعكس يوجد عدد كبير انتهى موسمه وهو خاسر فحراثة الأرض للدونم الواحد (١٠٠) ألف ليرة، والأسمدة مفقودة وإذا وجدت بالقطارة وبأسعار لا يمكن استيعابها، أجور نقل إلى سوق الهال من أراضينا لا تبعد عن مركز السوق ٥ كم ١٥٠ ألف ل.س وهذا كله يشكل هماًَ علينا، ونسبة عمولة التجار في السوق همّ آخر، هل يعقل أن تكون نسبة التاجر من الفاتورة ٧%؟ لماذا لا توضع قوانين ويتم إلزامهم بنسبة تناسب دخل المزارع وتعبه فهو يتعب وهم بكل بساطة يقبضون نتيجة تعبه؟
المزارع غيث مهنا قال: عن أي موسم وتسويق نحكي؟ كل موسم نقول: القادم أفضل، لكن مع الأسف الماضي أفضل، فأسعار تسويق الحمضيات هذا العام سيئة جداً قياساً بأسعار الكلفة من أسعار الأسمدة بالملايين إلى أسعار المبيدات الحشرية والأسمدة العضوية والتي استغنى عنها القسم الكبير من المزارعين لارتفاع أسعارها أيضاً.
هل يعقل أن تكون أسعار أنواع الحمضيات تتراوح بين (١٥٠٠ – ٢٠٠٠) ل.س وفي أحسن الحالات (٣٠٠٠) ل.س هذا العام؟ كان سوق التسويق الموسم الماضي أفضل بكثير من ناحية حركة التسويق والأسعار.
المزارع غدير محمد قال: بالنسبة لتسويق موسم الحمضيات هذا العام في أسوأ حالاته من ناحية الارتفاع الجنوني بتكاليف الإنتاج من أسمدة ومبيدات وأجور نقل وأجور عمال، وزاد الطين بلة نسبة عمولة التجار المرتفعة في سوق الهال سبعة بالمئة نشعر بالتاجر كشريك معنا في رزقنا، وعلى العكس له حصة وفيرة منه فهو يقبض دون أي خسارة، أما بالنسبة لأسعار هذا العام فهي سيئة جداً قياساً بالعام الماضي.
السؤال الذي نتوجه به من خلالكم لماذا لا يعطى هذا المحصول حقه من رعاية واهتمام ويعتبر موسماً استراتيجياً كغيره وخصوصاً هو المحصول الأساسي في الساحل؟ وأين هي السورية للتجارة من مواسمنا فقط نسمع بها تأخذ محاصيل الحمضيات لكن من أين؟
لماذا كمزارعي حمضيات دائماً ندفع ثمناً باهظاً جداً وما نحصل عليه من مردود إنتاجنا بالكاد يغطي بعض احتياجات أسرنا في ظل هذه الظروف الصعبة وطبعاً نسبة قليلة أما القسم الأكبر يعلم الله كيف يتدبرون أمورهم؟
يكفينا وعوداً وخططاً على الورق كل عام لتحسين سوق تصريف الحمضيات، نريد أفعالاً على أرض الواقع وليس مجرد أقوال، قسم لابأس به من المزارعين قلعوا أشجار الحمضيات من سوء الحال والخسائر الكبيرة التي يتعرضون لها.

غانه عجيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار