الوحدة :11-3-2024
مع لهيب الأسعار وانخفاض الدخل تستعد طرطوس لشهر رمضان المبارك، وفيما يقف العديد من أرباب الأسر والعمال والموظفين عاجزين عن تأمين مستلزمات أسرهم من الطعام على الأقل، ومع عجز اتحاد عمال سورية عن جعل الحكومة تستجيب لتحسين واقع المنتسبين إليه، وبعد أن حددت وزارة الأوقاف كفّارة كل يوم من رمضان ب ٢٥ ألف ليرة، أي ما يعادل ضعفي أي راتب للفئة الأولى تقريباً، كانت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل قد أطلقت حملة (رمضان ..تشارك بالخير) بالتنسيق مع أوقاف طرطوس وغرف التجارة والصناعة والجمعيات الخيرية بهدف إيصال الدعم للمحتاجين، حيث سيتم توزيع سلل غذائية ومبالغ مالية، وافتتاح مطبخ رمضان الخيري وسوق رمضان الخيري، أما السؤال فهو كيف ستحدد هذه الجهات الفئات المحتاجة وهل ستصل للجميع، ومع تخفيض المنظمات المانحة للسلل التي كانت تقدم سابقاً، رغم نسبة الفقر وتضاعف أعداد المحتاجين حالياً؟ وإذا علمنا أن مسح الأسر الفقيرة لا يشمل طبقة العمال والموظفين والعديد من الأسر التي كانت توصف سابقاً بالطبقة الوسطى والتي يصعب عليها أساساً طرق أبواب الجمعيات الخيرية، وبخاصة أن أسس تحديد الأسر الفقيرة بات يحتاج أصلاً للتعديل، حيث لم يعد يكفي وجود من يتقاضى راتباً لاعتبار وضع الأسرة جيداً!
وبالعودة لاستعدادات شهر رمضان بيّن مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بطرطوس نديم علوش أنه سيتم تكثيف عدد الدوريات في أنحاء المحافظة، كما سيتم التعاون مع السورية للتجارة لتوفير كافة المواد ضمن الصالات وبأسعار منافسة، وخاصة المواد الأساسية والأكثر استهلاكاً خلال شهر رمضان، كما سيتم افتتاح سوق خيري بمدينة طرطوس القديمة يضم أكثر من 35 شركة بمختلف الفعاليات التجارية بمشاركة السورية للتجارة، وهذه الأسواق مستمرة طيلة أيام شهر رمضان المبارك واحتمال تقديم قسائم شرائية مسبقة الدفع، مع مراقبة الأسعار فيها وأن تكون منافسة وأقل من الأسواق، حيث أعلن فرع طرطوس للسورية للتجارة عن الصالات التي سيتم فيها بيع السلل الرمضانية (الأولى – الثانية – المشبكة – المشروع وصالة الشاطىء) بسعرين حسب كل سلة (١٠٠ ألف وحتى ١٥٨ ألف ليرة)، ليبقى السؤال كيف سيؤمن كل رب أسرة ما تحتاجه أسرته بالحد الأدنى وكم عدد الأسر التي ستتمكن من شراء احتياجاتها رغم وعود التخفيضات؟ وهل تضمن هذه الإجراءات مرور شهر الخير برحمة وبركة على المواطنين؟
رنا الحمدان