الوحدة 9-3-2024
ظاهرة ارتفاع الأسعار في شهر رمضان تتكرر كل سنة ويعاد تدوير الكلام والحديث ذاته، كما تبقى الرقابة والتحذيرات نفسها بظل العجز التام من قبل المعنيين بالحفاظ على الأسعار، فعدم محاسبة التاجر والبائع يبقي تحكمهم بالأسعار مستمراً، وزيادة سعر السلعة الغذائية تؤثر على المواد الأخرى وخاصة في ظل الفلتان السعري بالأسواق التي ترتفع أسعارها تدريجياً بنسب متفاوتة وبشكل ملحوظ ومفرط، فكل بائع يرفع سعر بضاعته مع اقتراب شهر رمضان الكريم وتقلده بقية المحلات ليعبر المستهلك عن استيائه من أسعار العديد من المواد والسلع الأساسية، فهذا الارتفاع جاء في وقت غير مناسب مع اقتراب شهر الصيام، ففرحة قدوم رمضان تخالطها شكاوى المواطنين بسبب عدم القدرة لاستقبال الشهر الفضيل بشراء كافة مستلزماتهم لما يحملون على عاتقهم من ديون وأقساط تجعلهم آملين أن يتبدل الحال، إذ يقتصر هذا العام على شراء المواد الضرورية جداً لمائدة الإفطار اليومية مع غياب الكثير من العادات والتقاليد والأكلات الشعبية التي كانت حاضرة بقوة لتقتصر على أكلات بسيطة وكذلك السحور الذي – ربما – سيقتصر على الزعتر وزيت (القلي) إن وجد، فالأسواق تعاني الفتور وأمام ذلك فقد دفع أصحاب المحال والمراكز التجارية لتنظيم عروض منافسة من أجل استقطاب الزبائن لكن ذلك لا يساعد على أن القطاع العام /السورية للتجارة/ رفد مراكزه بكامل احتياجاتهم المتعلقة برمضان ليتبين بشكل جلي الضعف الواضح في القوة الشرائية لدى المستهلك فكثرة العرض وضعف الطلب يفسران حجم الإقبال الضعيف على هذه السلع نتيجة محدودية الدخل.
وأمام واقع السوق غير المنتظم سعرياً نحتاج إلى إجراءات حاسمة بأسرع وقت ممكن وفرض سيطرة قوانين حماية المستهلك على المخالفين.
من جانبها وكالمعتاد مع بداية شهر رمضان تتخذ حماية المستهلك إجراءات من شأنها الحد من رياح الأسعار قبيل الشهر الفضيل حيث حدثنا عنها المهندس رائد عجيب رئيس دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك فقال: تم التوجيه من قبل الوزارة إلى المؤسسة السورية للتجارة للتعاون مع اتحادات غرف الصناعة والتجارة من أجل تخصيص المجمعات الرئيسية في المحافظات لمنتجي المواد الرئيسية التي تحتاجها الأسرة للبيع بسعر التكلفة خلال شهر رمضان المبارك، حيث عقد اجتماع لاختيار عدد من المجمعات الرئيسية لعرض المنتجات وبأسعار التكلفة دون تكليف المنتجين أي عمولة أو هامش ربح، وقد بينت الوزارة أنه تم استجرار كميات كبيرة من المواد الغذائية لتجهيز سلال غذائية خاصة برمضان كما العام السابق وبأسعار منافسة، حيث أن شهر رمضان المبارك يشهد زيادة في الطلب على مختلف المنتجات الغذائية، وقد تم وضع جدول للمناوبات على مدار الساعة لتلقي الشكاوى الهاتفية والخطية، وأيضاً تقسيم المحافظة إلى قطاعات ووضع دوريات مناوبة على مدار الساعة بكل قطاع لمعالجة جميع الشكاوى التي ترد وضبط أي مخالفات تموينية، كما تم وضع دوريات لسحب العينات الغذائية وغير الغذائية لمطابقتها مع المواصفات القياسية السورية والتأكد من وصول كافة المنتجات إلى المواطنين بالطريقة والجودة الصحيحة ووفق الأسعار النظامية، وتم توجيه الدوريات لتشديد الرقابة فيما يخص سلامة وصحة الغذاء وضبط أي مخالفات جسيمة تضر بصحة المواطنين وعلى الأخص فيما يتعلق بالأغذية والعصائر المكشوفة، ونوه بأنه سيتم تعميم أرقام رؤساء الدوريات في مختلف القطاعات عن طريق الحساب الرسمي لمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك والمكتب الصحفي لمحافظة اللاذقية.
بثينة منى