الوحدة :6-3-2024
وسط حضور مهتم و مواظب على نهل المعرفة و الثقافة من مكامن المحاضرين في جمعية العاديات باللاذقية،
قدمت الدكتورة سوسن الضرف الأستاذة في قسم اللغة الفرنسية بجامعة تشرين محاضرة بعنوان : الكارما وأخواتها ،و ذلك في صالةفي الجمعية . في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في المحاضرة من معلومات و شروحات أغنت الموضوع المطروح..
بدأت الدكتورة حديثها بتفسير العنوان، مستندة على محاضرتها السابقة التي قدمتها عن الكارما بتعريفها ومدلولاتها المعروفة لمن يريد البحث، وكيف أن الكارما تعني باللغة السنسكريتية الثواب والعقاب. فكل شخص يقوم بفعل سواء (كان حسناً أم سيئاً )سيحصل على نتيجة فعله عاجلًا ام آجلًا على مبدأ ( كما تدين تُدان) أو (من حفر حفرة لأخيه وقع فيها) .
ثم نوهّت لتعبير أخوات الكارما وهي: عوارض وحالات تصيب الإنسان لتجعله حزيناً غالباً، فيقضي أيامه بتعاسة وذلك نتيجة فعل، لكنه ليس هو الفاعل بل أحد آخر.
استندت الدكتورة في بحثها على آراء من الطب النفسي والمعالجات الروحية والنفسية التي مرت على أطباء فرنسيين نفسيين معروفين جدًا مثل Françoise Dolto و تلميذها Didier Dumas وهما من المدرسة الفرويدية نسبة ل Freud.
يصر هذان الطبيبان النفسيان على إطلاق تسمية / الرضوض العابرة للأجيال/ وهي تعريف لكل الآثار التي يحملها الفرد من عائلته وحتى من أجداده فتثقل كاهله وتنغص حياته لحد إفسادها تماماً ، دون ان يكون له ذنب في ذلك.
يؤكد أيضاً هؤلاء المعالجون على أن كل فرد منّا يتكون من العوامل البيولوجية من جينات وتركيبة كيميائية ، ومن جزء روحي ونفسي هو نتيجة تراكمات لأحداث عاشها او شاهدها فحفرت مكاناً في داخله واستوطنت فيه.
أعطت الدكتورة أمثلة كثيرة من الحياة كمثل الرهاب من شيء نتيجة لحدث مأساوي معين، أو لحالة حقد وكراهية يصلان الى حد قتل أخ لأخيه نتيجة تفضيل الأبوين لهذا الأخ، او نتيجة لعدم العدل في التوريث.
هناك أمراض نفسية تنتج عن حالة اعتداء جنسي او عن حالة تعنيف يمكن لمن عاشها أن تدمر شخصيته تماماً فلا يكون سوياً إطلاقاً، بل ويمكنه أن يعيد تدمير من حوله.
هناك معالج نفساني ثالث اسمه Bruno Clavier أطلق على هذه الآثار اسم الإرث المقيت الذي وصلنا دون رغبتنا ودون إرادتنا فجعل من حياتنا جحيماً حقيقياً.
وأجمع الثلاثة على تشبيه هذه النتائج او هذا الإرث بمفعول الكارما ولذلك تم ذكر تعبير أخوات الكارما في العنوان.
ثم طرحت الدكتورة فكرة أجمع عليها الاطباء النفسيون والوسطاء الروحيون وهي: أن الانسان له ٤ أجساد وليس جسدا واحداً
١- الجسد الفيزيائي : وهو الجسد الوحيد المعروف والمعترف به علمياً.
٢ -الجسد الطاقي: وهو الذي يغلف الكتلة الفيزيائية ويعطيها إمكانيات مضافة( ويقال بأن الوخز بالإبر يعمل على هذا المستوى من الجسد).
٣- الجسد النجمي: اي الذي بإمكانه الوصول حتى النجوم وذلك بفعل الفكر والتفكير، وبهذا الجسد تظهر الإنفعالات والعواطف ولذلك سمّي أًيضاً بالجسد الإنفعالي.
٤- الجسد اللغز : وفيه تتلاقى الأجساد الثلاثة السابقة، ويظهر فيه عمل العقل والمنطق، فيسمى أًيضاً بالجسد العقلي، وفي هذا الجسد يتم بناء الأنا.
ثم شرحت الدكتورة سوسن الضرف مفهوم الجرد الروحي وهو طريقة استشفاء ذاتية بإمكانها وضع حد لمعاناة الشخص (في حال وجد في نفسه القوة لاتخاذ القرار). وفي هذا الجرد يتم طرح أسئلة كثيرة ومحاولة الإجابة عليها، فبإمكاننا مثلاً الوقوف امام المرآة ،والتحدث لأكثر شخص نثق به وهو ذاتنا، وهناك حل يكمن في كتابة رسالة لذاتنا وقراءتها مرات ومرات عديدة، أمًا الوسيلة الثالثة فهي اللجوء للمعالج النفسي لمساعدتنا في ذلك.
لننتبه أنه في الحالات الثلاثة هناك قاسم مشترك وهو بالتعبير العامي/ الفضفضة/ حيث نعمل على تفريغ هذه الحمولة الكريهة لنتمكن بعدها من الشعور بالخفّة والتحرر والخروج من أثقال ذنب يشبه ذنب الكارما مع أنه لا بد من وجود الأنا فيه دائماً .
رفيده يونس أحمد