الوحدة 2-3-2024
مع تشابه الحالتين بين الطفل المغربي الذي سقط ببئر منذ عامين، والفتى السوري ابن ريف محافظة طرطوس الذي اختفى في مغارة عين الدلبة منذ أيام، يبقى السؤال الذي يلح في عقولنا نحن عامة الشعب السوري المترقب لمعرفة مصيره: لماذا هذا التقصير والتعتيم الإعلامي وعدم الاهتمام خارج نطاق محافظته الصغيرة؟ لتبقى الجهود مقتصرة على كوادر الدفاع المدني وبعض المجتمع المحلي مع التقدير لجهودهم واستماتتهم للبحث عنه، مع ما توفر لديهم من وسائل متاحة، لتتجاهله يد العون لبلدان خارج الحدود.
استنفر العالم بأسره في حادثة طفل البئر المغربي لتُستقدم أحدث التجهيزات ومئات الكوادر المدربة على مدى أيام مع تصوير مباشر من عمق الجب ليخرج جثمان الطفل ريان على مرأى العالم أجمع.
وبالعودة لفتى المغارة الطرطوسي، لم يسمع به أحد خارج حدود منطقته، وقلوبنا تقطر دماً مع قلوب أهله لمعرفة مصيره، لتبقى المحاولات الفعلية بلا نتيجة.
وهنا نسأل: لماذا لم يتوسع نطاق البحث ليخرج عن نطاق المغارة للمحيط فاحتمال فقده خارجها وارد أيضاً؟ أين الكلاب البوليسية المدربة؟ أين التجهيزات الحديثة والوسائل المتطورة التي قدمت لطفل البئر المغربي؟ أين الإعلام المحلي والإقليمي وحتى العالمي لتغطية الحدث والمساهمة بوصول الخبر لجهة من الممكن أن تقدم خدماتها وتساهم بالعمل لإيجاد الفتى قيس الزرزور المفقود؟
الوقت يمضي بطيئاً، وفرص إيجاده حياً بيد الله فقط بعد كل هذا الوقت، ولن ندخل باحتمالية الحدث الجرمي، والعلم بذلك عند رفاقه والجهات المختصة.
بين طفل البئر المغربي وفتى المغارة السوري لغز كبير، وجب معه البحث عن سبب الاهتمام العالمي هناك والتعتيم هنا، وحتى معرفة الجواب والحل ليس لنا إلا الدعاء والأمل بالعثور على قيس سالماً، وبأسوأ احتمال معرفة مصيره.
ميساء رزق