سرقات المعدات الكهربائية تطال مدينة طرطوس.. والحلول تبقى قاصرة في ظل التقنين الجائر

الوحدة: ١-٣-٢٠٢٤
يتواصل مسلسل سرقات الأسلاك والمعدات الكهربائية في محافظة طرطوس على امتدادها، حيث لم تسلم حتى مدينة طرطوس من تعرض أسلاكها للسرقة، وقد تم تسجيل واقعة على شارع الثورة وأخرى في حي الإنشاءات كما تعرضت قرية وطى سكي بالدريكيش لسرقة ١١ مسافة بطول ٥٨٠كم نحاس (مقطع ٣٥) مع محاولة سرقة محولة كاملة في الشيخ سعد عبر رميها عن البرج قبل أيام !! الأمر الذي أربك المواطنين والسلطات المختصة وشركة الكهرباء التي باتت تستخدم وتستنفذ ما لديها من أسلاك ومعدات لتعويض السرقات بدل استخدامها في تحسين الشبكة كما يشير المهندس عبد الحميد منصور مدير عام شركة كهرباء طرطوس، لافتاً إلى أنه من الصعب تعيين حارس أمام كل عمود كهرباء مثلاً على امتداد الشبكة في أرجاء المحافظة، ولكن قد يساهم تعاون المواطنين وإبلاغهم للسلطات في حال الشك بأي تصرف مشبوه من تقليل هذه السرقات وضبط الفاعلين، كما يمكن لأهالي القرى والتجمعات الصغيرة أنفسهم معرفة من قد تسوّل له نفسه سرقة الكهرباء وقطعها عن منازلهم من محيطهم بالتعاون بين الوحدات الإدارية والحزبية وعناصر الشرطة والكهرباء في مناطقهم، وحول رمي المواطنين بالتهم أحياناً وجزافاً على عناصر الكهرباء، لفت م.منصور أن لديه حوالي ٢٨٨٠ عنصراً لم يتم توقيف أياً منهم طيلة السنوات السابقة بشبهة السرقة، وإذا تم إثبات أمر كهذا على أي منهم فالعقوبات بالتأكيد ستكون حاسمة بحقهم، مضيفاً أنه في عام ٢٠٢٢ تم إيقاف ٨٨ شخصاً بتهمة السرقة، وفي عام ٢٠٢٣ تم إيقاف ٤٥ شخصاً ولا واحد منهم أشار بإصبعه حتى عن أي عنصر عامل في شركة الكهرباء، فيما يتم تسجيل خروج الروافع أثناء التوجه لإصلاح أي عطل خارج الشركة لتبرير خروجها أمام أي اتهام. وبالنسبة لإعادة الخطوط الكهربائية المسروقة لفت م.عماد قميرة مدير التشغيل في الشركة أن موضوع السرقات يستلزم إجراءات وكشف وضبوط قانونية ومن ثم كتب رسمية، وهذه الإجراءات قد تستغرق عدة أيام أحياناً قبل أن يتم بدء العمل لإعادة الخطوط المقطوعة.
بدوره السيد رائد صالح المدير الإداري في الشركة بيّن أن قيمة الأمراس النحاسية المسروقة والمسجلة من بداية العام وحتى ٢٦ / ٢ فقط بلغ مليار و١٤ مليون و٤٤٢ ألف ليرة تقريباً، وكميتها ١١٧٩٥ كغ، بمعدل ٩٠ ضبطاً موزعة بين طرطوس ١٧ ضبطاً، وبانياس١٢ضبطاً، وصافيتا ٢٢ضبطاً والقدموس ٨ضبوط، والشيخ بدر ٦ضبوط، وسهل عكار ١٠ ضبوط والدريكيش ١٠ ضبوط، ومشتى الحلو ٥ضبوط، أما قيمة المسروقات المسجلة من أمراس النحاس فبلغ أكثر من ١٨ مليار و٣٠٠مليون ليرة في العام الماضي، يأتي هذا بوقت لم تتجاوز فيه مدة الوصل في محافظة طرطوس في اليومين الماضيين النصف ساعة كل ٥ ساعات ونصف بحجة وجود عطل في محطتي حلب والزارة الكهربائيتين كما أشيع، ما يعني إتاحة المزيد من الوقت أمام العابثين والسارقين بالشبكة العامة للكهرباء، حيث لا يمكن إنهاء هذه الظاهرة كما هو واضح طالما التقنين متواصل ومستمر بهذه المدد الطويلة، فيما يمكن ضبط هذه السرقات أيضاً برأينا عبر ملاحقة وتتبع السيارات الجوالة التي تبيع الخردة ومنها أسلاك النحاس وملاحقة من يقوم بتصريف مسروقات النحاس وشرائها من السارقين، مع سعي الحكومة وبذلها الجهود اللازمة لإعادة وصل الكهرباء وتأمينها للمواطنين لأكبر وقت ممكن، حيث أنه من البديهيات القول أنه لا تنمية ولا إعادة إعمار ولا إنتاج سيتحقق طالما أن الكهرباء والمحروقات ما زالا حلمين بعيدي المنال.
رنا الحمدان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار