الوحدة:29-2-2024
استضاف المركز الثقافي العربي في جبلة الباحث طه الزوزو الذي ألقى محاضرة بعنوان (البيئة البحرية في الساحل السوري)، تحدث خلالها عن الأنواء البحرية في سورية وفق دراسة بحثية أجراها في أواخر التسعينيات، وأول تلك الأنواء نوة الحسوم وموعدها خلال هذه الفترة سنوياً وهي أفضل أنواع الأنواء التي تجلب معها الأسماك ويصبح الصيد وفيراً، وبعدها تأتي نوة في أواخر آذار، إضافة إلى عدة أنواء، مذكراً بتبدل مواعيد تلك الأنواء نظراً لتغير المناخ.
منوهاً بأنه عند هبوب الرياح، تحمل تلك الأنواء معها ملوثات اليابسة المتوضعة في مكبات نفايات المدن الساحلية القريبة من الشاطئ، كما تحمل المواد البلاستيكية المشبعة بالملوثات، وبشكل خاص علب السموم والمبيدات الحشرية التي يتم رميها بعد تفريغها، وأيضاً تحمل الملوثات النفطية التي تلتصق بكميات هائلة من أكياس النايلون على سطح مياه البحر والتي أدت إلى نفوق السلاحف التي تلتهمها معتقدة أنها قناديل البحر التي تتغذى بها الأمر الذي أدى إلى ظاهرة غزو القناديل البحرية.
كما أشار الباحت طه الزوزو إلى أن الطبيعة الجغرافية للشاطئ السوري تؤثر سلباً على البيئة البحرية نظراً لقلة الرؤوس والخلجان والجزر حيث لا يوجد سوى جزيرة واحدة – أرواد، مبيّناً عدم غنى البيئة البحرية السورية بالأملاح المغذية كالنترات والفوسفات، وضعف التيارات البحرية العميقة والسطحية، وتراجع مصبات الأنهار والجداول، حيث كان لسدود المياه السطحية أثر سلبي في عدم وصول مياه الأنهار والسواقي إلى شاطئ البحر، الأمر الذي سبب ارتفاع نسبة ملوحة مياه البحر وارتفاع درجة حرارتها.
وذكر المحاضر أن وسائل صيد السمك غير القانونية أدت إلى تدهور البيئة البحرية وكائناتها من أسماك وإسفنج وغيرهما، ومن هذه الوسائل الشباك الناعمة والزوارق الجارفة التي تجرف في طريقها كل ما تصادفه أمامها من موائل بحرية وتخرب بذور الأسماك وبيوضها، إضافة إلى مخاطر ملوثات البيئة البحرية الناجمة عن الصرف الصحي والمياه الصناعية والتسرب النفطي، مؤكداً على ضرورة تطبيق قوانين حماية البيئة البحرية من التلوث، وكذلك المنظمة للصيد البحري.
ازدهار علي