الوحدة : 20-2-2024
ما حدث من أعمال شغب خلال مباراة حطين والفتوة، هو عنوان لا يناسب ما تتمتّع به الرياضة، من التحلّي بالأخلاق والقيم النبيلة مهما كانت النتائج، تخريب الأملاك العامّة، وإصابة عدد من مناصري الفريقين والحكّام، بالإضافة لإصابات بين عناصر حفظ النظام، هذه ليست ثقافة رياضية وتصرفات تنمّ عن قيم وأصول وعادات عريقة يتمتّع بها أبناء هذا البلد المتعَب الذي تحمّل الكثير من الأحقاد والأعراف المستوردة من خارج الحدود وانتصر عليها، فإن كانت الرياضة والدوريات المحلية والمواجهات ستأتي بهذه النتائج فنحن بالغنى عنها قولاً وفعلاً، وسنكتفي بالتلّفريك والزيبلاين والسباحة الشاطئية.
والمفارقة.. منذ مدّة وأثناء تصفيات كأس آسيا في قطر، التقى محبّو كرة القدم على شاشات العرض في الشوارع والمقاهي وداخل المنازل، وعلى المدرّجات البعيدة، والجميع اجتمعوا على دعم الفريق الوطني لكرة القدم، الذي يمثّل كل مواطن سوري الانتماء، وخلال لقاء فريقنا مع الهند، بلحظات من الترقّب والتمنّي، فإن الكرة التي تجاوزت خط المرمى الهندي كانت كفيلة بوقوف جميع السوريين على مشاربهم، يطلقون صيحات الفرح العارم حبّاً بنصر فريق الوطن .. قليلة هي لحظات الفرح، في وقت أصبح الجميع منشغل بتأمين لقمة العيش اليومية .. وبعيداً عن الوضع الاقتصادي الضاغط، الذي يُهيمن على مقدّرات النفوس والعقول، فقد كادت لحظات الفرح أن تغادر الأعتاب، لولا هذه المناسبات المفرحة وأشباهها، لقد أصبح الحزن يرافق الكبير قبل الصغير، فلله دُرّنا نحن السوريين، كلُ أبجديات الفرح انطلقت من هنا، فأصبحنا نستجدي بارقة واحدة من الفرح، لأننا نعرف كيف نعيشها، كنّا نجيد صناعة وحياكة الأوقات الجميلة وعلى كافّة الاتجاهات، كنّا نخترع المهرجانات والّليالي الصاخبة، عبر سهرات فلكلورية محلية وسهر، لكن مع الأسف، أصبحنا نجيد البؤس والتخريب والعبث بأبسط المواجهات .. فهل أحداث اليوم تقودنا إلى الوضع الآمن والصحيح من الحكمة وتغليب العقل.
سليمان حسين