الوحدة 19-2-2024
استفاق سهيل هاشم قرحيلي صاحب مزرعة أبقار في صباح 17/ 2/ 2024 على كارثة حقيقية لحقت به جراء العاصفة المطرية في تلك الليلة وتسببت السيول والمياه التي غمرتها بخسارة تقدر بنحو 200 مليون ل.س، بنفوق ثمانية رؤوس من الأبقار من أصل 60 رأساً، ونحو طنين من الأعلاف مع أربع حلابات وطنين من التبن، والمغسلة الآلية ومولدة.
تقع المبقرة بمنطقة محاذية للصيدلية المركزية (فارمكس) من الجهة الجنوبية في مزرعة تمتلكها العائلة (طابو أخضر) بمساحة أكثر من 50 دونماً، فيها أشجار حمضيات وغيرها، والمبقرة توارثتها الأجيال وتوسعت، وموجودة على الأرض منذ أكثر من 45 عاماً في أرض زراعية (وطى البسليس) لتتحول الصفة لاحقاً إلى منطقة صناعات صغيرة ومستودعات.
زرنا الموقع والتقينا صاحب المبقرة سهيل قرحيلي وسألناه عن ترخيص المبقرة، نفى أنها مرخصة لافتاً إلى أنها موجودة منذ 45 عاماً، ولم تطالبه أية جهة بالترخيص، وهو مستعد لترخيصها عند الطلب.
وحول الكارثة التي حلت بهم في تلك الليلة العاصفة قال: توجهت للمزرعة في الساعة الرابعة صباحاً لأتفاجأ بالسيول والمياه تغمر المنطقة ولم نستطع الوصول إلى المبقرة إلا بصعوبة لنجد المياه بارتفاع نحو مترين ببعض المواقع، عملنا كل ما بوسعنا لإنقاذ مايمكن إنقاذه من الأبقار، واتصلنا بالجهات المعنية وبتوجيه من السيد المحافظ وصل أصحاب سيارات الدفع الرباعي الذين لايمكنهم المساعدة، لكننا بعد محاولات استطعنا فتح معبر لتصريف المياه من خلف الصيدلية المركزية، وبعد تصريفها كانت الخسارة الكبيرة.
وردّ السبب فيما حدث إلى غزارة الأمطار وهذا قضاء الله، لكن المعاناة من شبكة الصرف الصحي المنفذة منذ أكثر من 20 عاماً من الجهة الغربية بعكس ميول المنطقة وانسياب المياه في منطقة منخفضة مع فتحات للصرف الصحي لم يتم تعزيلها منذ 15 عاماً، إضافة لوجود ساقية تم زرع أشجار زيتون فيها ولم يتم تعزيلها، وانتشار تلال القمامة، المنطقة منخفضة ومسار للصرف الصحي والمياه الواردة من سنجوان وضاحية الباسل وجزء من الزقزقانية، فجاءت سيول الأمطار والصرف الصحي مع ما جرفت من قمامة وحدث الغمر وتسبب بالخسارة.
المزرعة قديمة وعلى محيط 50 دونماً لايوجد منزل، لكن زيادة الكثافة السكانية والتوسع العمراني المخالف مع تمدد الزقزقانية وسنجوان باتجاه منطقة منخفضة سيسبب المشاكل.
أمام الخسارة الفادحة سألناه: هل هناك وعود بالتعويض من الجهة المعنية؟ أجاب: جاء في تقرير مديرية الزراعة (لايحق له التعويض لأنه لم يحقق الشرط القانوني ) !
هنا نتساءل: هل تقدم مؤسسة الأعلاف العلف لصاحب مبقرة منذ 45 عاماً؟ والجواب نعم يستجرون الأعلاف منذ 45 عاماً.
وهل تمنح الجهة المعنية ترخيص سيارة زراعية بناء على عدد رؤوس أبقار دون ترخيص؟ والجواب: نعم حصل على ترخيص سيارة زراعية.
وهل الجهة المسؤولة عن دعم الثروة الحيوانية والحفاظ عليها تزور المبقرة؟ والجواب أيضاً نعم.
هل سيتم التعامل مع خسارته بمحاسبته على أخطاء لا يد له فيها؟ وهذا يذكرنا بأسباب انهيار أبنية مخالفة للشروط خلال كارثة الزلزال ومحاسبة المتعهدين.
ختم قرحيلي اللقاء بعد فاجعته قائلاً: إذا تم تعويضي فشكراً للجهات المعنية، وإذا لم يتم تعويضي … فعوضي على الله.
وداد إبراهيم